لغتنا العربية والمحتوى المرئي

يتجنب بعضنا كتابة عبارات معينة، بسبب عدم الوقوع في أخطاء نحوية، وخصوصاً عندما يكون التغيير على الكلمة بإضافة حرف مثل “الواو”، أو حذف حرف مثل “النون” أو “الألف” في حالات مثل “الجزم”، والكثير من ذلك، بالرغم من غنى لغتنا العربية، إلا أننا ننحى نحو اللغة البيضاء، وأنا أولكم، لتجنب مثل هذه الأخطاء، وأحياناً أغير صياغة جملة كاملة حتى أتجنب أن يكون هناك خطأ نحوي، وربما خطأ إملائي في بعض الأحيان.

لغتنا العربية غنية بالكثير من المفردات، والكثير من التراكيب اللغوية، ويبقى العجز في أنفسنا، فنحن مقصرين في الإبحار فيها، أو محاولة تعديلها، فمثلاً لاحظت لدى الكثيرين من جيلي مشكلة في حرفي “الضاد” و “الظاء”، بينما في الأجيال التي تلتنا لا تجد أن هذا اللغط منتشر بينهم، ولن أقول السبب في التعليم، فنحن ندرس اللغة العربية في جميع المراحل الدراسية، وإنما السبب من وجهة نظري في تنوع المتعاملين معنا، وأننا في أحيان كثيرة نكسر لغتنا للحديث مع الذين لا يجيدونها، وهذا لا نلاحظه في الناطقين ببقية اللغات.

أضف إلى ذلك أننا أبدعنا في إنتاج محتوى مرئي لتعليم اللغة الإنجليزية، وسوقنا لهذا المحتوى، بل وتنافسنا في تبسيط المحتوى التعليمي للغة الإنجليزية، بينما لغتنا الأم لم نحاول أن نبني لها مثل هذا المحتوى، أو نجعل قواعد اللغة بسيطة ومتاحة ليتعلمها الكثيرون، صحيح أن هناك قنوات لذلك في اليوتيوب، ولكن أغلبها موجه لغير الناطقين باللغة العربية.

أعتقد أننا بحاجة إلى محتوى تعليمي موجه للعرب، يسلط الضوء على النحو والصرف، ويقدمه بأسلوب عصري ومبسط، بالإضافة إلى تكريس مفاهيم الكتابة الخالية من الأخطاء النحوية، ومساعدة من يرغب بذلك في تحقيقها، والتسويق لهذا المحتوى، وتعزيز ثقافة القراءة والكتابة بلغة سليمة وخالية من الأخطاء، وهذا سيساهم في دعم اللغة العربية، وسيساهم في تعزيز ثقافتنا وانتشارها.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.