حرف “الدال” في السعودية يعني تخلف..

عندما تزور أي مكتب استقدام للاستفسار عن أنسب الجنسيات للقيام بأعمال العمالة المنزلية، تكون الإجابة بأن الأفضل هي الجنسية الاندونيسية لأنها نجحت بكل جدارة في سوق العمل السعودي، بينما دائماً ما تشعر الخادمة الفلبينية باشتياق للوطن وعدم المقدرة على التعامل مع الأطفال..

العاملين في مكاتب الاستقدام يقيمون الأمور من وجهة نظر عامة، هم لم يحاولوا معرفة تفاصيل ما يحدث، أو إيجاد أسباب حقيقية ومنطقية لذلك، هم يركزون فقط على استقدام العمالة المنزلية للسعودية وتسليمها للكفيل ومن ثم لا تجد لهم أثراً.
يا ترى ما هو سبب نجاح الخادمة الاندونيسية وفشل الخادمة الفلبينية في السعودية؟.
من وجهة نظري الخادمة الفلبينية نجحت في السعودية في تحقيق مكاسبها الشخصية، بينما الخادمة الاندونيسية نجحت في إتمام الأعمال المنزلية..
الاندونيسية تأتي وليس أمامها إلا خياراً واحدا “الخدمة في المنازل”، ثم تعود إلى بلدها، وبعد أن ترهقها الدنيا تعود للعمل في السعودية مرة أخرى وبنفس الوتيرة والأسلوب، لا تحاول أن تطور من ذاتها أو ترتقي بإمكانياتها، هي ليس أمامها أي وسيلة لذلك في بلدها.
بينما ومن تجربة خاصة عندما تحظر أغلب الخادمات الفلبينيات للسعودية يكون أمام أعينهن هدف واحد، وهو جمع المال في سنة أو أكثر ومن ثم العودة إلى بلدها للدراسة، وبعد ذلك تعود للعمل في السعودية في مهن أخرى غير العمالة المنزلية مثل (التمريض، كوافيرا) وبدخل أعلى، وهي تعرف مسبقاً أن هناك خيارات عديدة في بلدها تمكنها من تطوير ذاتها وإمكانياتها العملية، ولا ينقصها لتحقيق ذلك إلا المال.
ولإثبات صحة حديثي اذهب إلى أي مستوصف في السعودية تجد أغلب الممرضات لا يجدن قياس الضغط أو إعطاء إبرة باستثناء الممرضة في غرفة الطوارئ، فقط ما يجدنه هو قياس الحرارة وتغيير غطاء السرير، وإعطاء الطبيب أدوات الكشف الطبي.
السعودية تعتبر الممر الأكثر توفيراً لهذه العمالة لعدم وجود الملهيات فيها، فسبق أن دار بيني وبين أحد مدراء المقاهي في المارينا مول في أيو ظبي حول هذا الموضوع وقال لي أنه عمل في أحد فنادق مكة لمدة تزيد عن الثلاث سنوات، كان المبلغ الذي يتقاضاه نهاية كل شهر لا يصرف منه إلا القليل، بينما يتقاضى في أبو ظبي أضعاف المبلغ ومع ذلك لا يبقى منه إلا القليل.
في السعودية أيضاً لا تجد ما يساعد المواطن على تطوير نفسه وزيادة إمكانياته العلمية، وإذا وجدت ذلك ترى أسعار مبالغ فيها جداً، حتى من كانوا ينادون بالتعليم المفتوح مع حصولهم على التراخيص الرسمية زادوا في المبالغة في أسعارهم، وإحدى المدارس التي حصلت على الترخيص لمنح الشهادات الجامعية، تقيم الساعة بـ “1250” ريالاً، والمادة ثلاث ساعات، ولكي تتخرج في أربع سنوات يجب عليك الحصول على “16” ساعة كحد أدنى “والحسابة بتحسب”..
في السعودية من يحص على شهادة عليا يصيبه الغرور ولا يرى الناس شيئاً، وبدل أن يطور من الوطن نراه يزيد الأمر تعقيداً..
في السعودية يعرقل أصحاب الشهادات العليا وحملة حرف “الدال” كل أساليب الرقي والحضارة، ويعقدون الإجراءات بصفتهم الأفهم والأفضل والأجدر..
في السعودية يقف أصحاب حرف “الدال” سداً منيعاً، أمام تطوير أساليب التعليم وإيجاد وسائل أخرى مثل التعليم المفتوح والتعليم عن بعد للرقي بالفكر العام..
في السعودية وجد أصحاب حرف “الدال” فرصتهم الأولى بكل أريحية، ومع ذلك لم يحاولوا منح هذه الفرصة لغيرهم..
أحد الأشخاص قال لي بكل عفوية تريد أن تكون متخلفاً احصل على حرف “الدال”..
ليسوا كذلك جميعاً وإنما الأغلب..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

4 تعليقات

  1. اولا بخصوص العاملات … انا لم اتعامل في حياتي الا مع الاندونيسية … بل لدي عاملة منذ ١٣ سنة والى الان … ومن وجهة نظري الاندونيسيات هم الافضل في هذا المجال …

    وبالنسبة لمن يحملون حرف (( الدال )) … فانا اضم صوتي لك … وطبعا لااقصد بهذا التاييد الكل بل البعض …

  2. * حسبما تحدثت مع العديد وكما ذكرت في كلامك .. بخصوص الخادمات ..

    بل حتى في رحلتي للشام وجدت خادمة فلبينية خريجة جامعية قسم التوليد ..

    وأخرى معها لم تستطع إكمال العام الثاني فاتجهتا للعمل خارجا لأجل المال ..

    ثم تعودان لبلدهما هذه تعمل في مكان مناسب والثانية تكمل تعليمها ..

    * فكرة التطوير الذاتي في مجتمعاتنا قليلة جدا وقد تكون بشكل مبالغ في ظاهره..

    فأشخاص يصطدمون بين الواقع والكتب، وآخرون بين المعاهد والأسعار ..

    * وأما تعليقي على الفقرة الأخيرة والتي كانت عنوان التدوينة الجميلة :

    فالتعليم الأكاديمي لايعطي الشخص كل شيء ولايبني فيه كل شيء ..

    ولكن المجتمع يقف مبهورا أمام النقط ولايجدون فرصة لتأمل الحروف ..

    وأما من يرى أن قيمته في شهادة أو رتبة وظيفية، فقد أساء لنفسه ..

    والنقاش حول النقاط السابقة يطول ولكن هذا مرور عابر حبا في المشاركة ..

    شكرا مجددا.. موفق إن شاء الله ..

  3. الحياة لدينا كل مالها وتصعب وتزيد مشاقها ..

    رواتب الأماراتيين فعلا ً قوية ولا تكفي لنهاية الشهر من غلا كل شيء حولهم وهذا شيء طبيعي
    بينما السعوديين .. ” ياخلاف ” 🙂
    ثروة هائلة من البترول يوميا ً الحاسبة تعجز عن حسابها .. وخريجين جامعات وكليات يشتغلون بسوبر ماركت لمنع انفسهم من السؤال .. نسبة البطالة تزيد سنة عن سنة

    ورواتب .. فعلا ضيقة بما تحمله الكلمة وتضخم الأسعار مستمسر بدول الخليج ككل .. الى متى ؟

    ولكن يظل المواطن الأماراتي أفضل حال ويسر من المواطن السعودي .. برغم اقتصاد الدولي الكاسح على مستوى العالم .. !

  4. صح لسانك اخي الكريم ،،،
    فقد عرفت هذا الامر من زمن طويل (أكثر من 8 سنوات) اي عند تحرجي من الجامعة وتعييني في أحد المؤسسات ففي ذلك الزمن وجدت رجلاً ذو علم كثير وقلت له بعفوية لما لا تحصل على (الدكتوراة) قال لي هل تريدني أن أصبح (حماراً) !!! لم افهم مقصدة ذلك الوقت ومع احتكاكي بحملة حرف الدال تبين لى مقصدة.
    إلا انني اوصي أكيد كل الخيرين بالتعلم وحمل الشهادات العالية (قد نغير الوضع … ونمنع التدهور لما هو أسواء).
    ولا يمكنني إلا ان اقول ما قد قيل،،، العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا أرتحل وقيل قيدوا العلم بالعمل كما تقيدونه بالكتابة
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.