أولمبياد الشحاذة العالمي..

انطلقت نهاية الأسبوع الماضي مسابقات أولمبياد بكين 2008، بحفل افتتاح أكثر من رائع، تقني وجميل، وقبل انطلاق الأولمبياد بأسبوع أي في الأول من أغسطس دشن أسرع خط قطارات في العالم خصيصاً لخدمة ضيوف الأولمبياد، ولخدمة الشعب بعد ذلك.

أما في الخليج فانطلقت مؤخراً فعاليات أولمبياد الشحاذة العالمي، باص فاخر يجوب المنطقة، يستقر في أرقى الفنادق الخليجية، من شدة فخامته تتخيل أننا الأقدر على صنع التقنية.
في أولمبياد بكين يبحثون عن الأقوى والأسرع والأفضل، يبنون العقول والأجسام لسنوات إلى أن يحين الوقت وينطلق الأولمبياد..
أما في أولمبياد الشحاذة العالمي يبحثون عن أفضل شحاذ، يجيد حبك الأبيات، ويتقن فنون المسكنة، من قاموس زاخر بكل معاني التوسل..
في أولمبياد بكين لجنة تقيم الأقوى وفق منهجية واضحة، وتعطي الأسرع حقه بناءً على وقت محدد وفق ساعة إلكترونية دقيقة، ويقيم الأفضل بناءً على نقاط جوهرية وحق واضح..
أما في أولمبياد الشحاذة العالمي لجنة تقيم الأشحذ وفق إهانه واضحة، لشحذ همته لتفيض القريحة بأفضل أبيات الشحاذة المنمقة..
في أولمبياد بكين يصنعون الروح الرياضية، فما إن تنتهي المنافسة حتى يتعانقون بكل ود..
أما في أولمبياد الشحاذة العالمي ينمون الروح العدوانية، فبعد انتهاء المنافسة نصبح أعداء للغير ولأنفسنا أيضاً..
في أولمبياد بكين كل شيء يسير وفق خطة ثابتة، الخطوة مدروسة، والكلمة مدققة، والهمسة محسوبة..
أما في أولمبياد الشحاذة العالمي كل شيء يسير على البركة من أجل الضحك على الذقون..
في أولمبياد بكين ينتعش الاقتصاد.. وتتحرك المبيعات.. ويستفيد بسطاء البلد من صناعات بسيطة جداً..
أما في أولمبياد الشحاذة العالمي تنتعش رسائل الهاتف النقال.. لتنقل الأموال من جيوب هؤلاء إلى جيوب أخرى، ويستغل البسطاء والسذج من أجل اسم قبيلة..

سجل أعجابك

أعجبتني

غير معجب