جيل جبار

لست من جيل “غرانديزر” مع أني شاهدته في صباي، ولكن أتذكر “عدنان ولينا” وأتذكر أيضاً “فلونة”، وتوقفت عند “كابتن ماجد”، وأعجبني “سانشيروا”، جميعها مرت في مرحلة الصبا، امتعتنا ونذكرها اليوم، كانت حياتنا مقارنة بجيل اليوم أكثر أناقة، حتا في أفلام الكرتون، فلا توجد مقارنة بين “سفنج بوب” و “سالي”، حتى أفلام الكرتون كنا نتعلم منها المبادئ والأخلاق.

تعلمنا من قراءة الصحف، وكان لنا اشتراك دائم في مجلة، نحرص على قراءة صفحاتها من الغلاف إلى الغلاف، وكنا من رواد المكتبات، والمكوث فيها لساعات ننهل من صفحات كتبها، لا حدود لخيالنا، ولا حدود لمعرفتنا، نتعب للحصول على المعلومة، ومع ذلك مستمتعين بوقتنا وحياتنا وأيامنا.

كبرنا قليلاً وكان صديقنا المذياع، كانت أم كلثوم ونجاح الصغيرة وفيروز غير متاح لنا مشاهدتها، ومع ذلك نشعر بجودة أدائهن، وجمال روحهن، عندما نسمعهن في المذياع، ونستمتع أكثر بأغاني طلال، وإذاعة جدة، وأيضاً لا حدود لخيالنا، نبحر عبر المذياع لكل مكان، وفي كل مساء لنا من الإذاعة لقاء.

هربنا للأتاري، وتعاملنا مع “كمبيوتر صخر”، وانتظرنا حتى تظهر علامة “C:” لنكتب بعدها عبارة “win” لنعلن مع توهج علامة “الويندوز” أننا انتصرنا، تعلمنا كيف نأسس شبكات لتبادل المعلومات قبل الإنترنت، تجولنا في شبكات المعلومات عندما بدأت في السعودية، تعلمنا فيها الدردشة والمحادثة، وارتبطنا بالإنترنت من خلال البحرين قبل أن يعرف الجميع معنى انترنت.

واتت الفضائيات، وكنا نحسب الوقت للعودة للمنزل لمشاهدة احدى حلقات مسلسلنا الذي لا نستطيع متابعته إلا من خلال التلفاز، وأتت بعدها الإنترنت، ومن ثم اليوتيوب، ورويداً رويدا تجاوزنا الحدود مع عالم التقنية ، والراحة، وأصبحنا نتابع ما نريد من خلال الهاتف الذكي وفي أي مكان.

واليوم عندما اتكأت في غرفة المعيشة، وأخذت جهاز الريموت وبدأت أقلب في القنوات الفضائية، لم يستهويني أي برنامج، وما لبثت إلا أن بدأت ابحث في التلفاز الذكي عن تطبيق لمشاهدة مسلسل أو برنامج أو غيره، نعم تغيرنا وغيرتنا الحياة، ومستمرين في التأقلم مع التغييرات من حولنا، كم نحن جيل جبار.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.