صعوبة التسامح..

التسامح شيء صعب جداً، فمن الصعب نسيان الإساءة وأن تكون متسامحاً مع الآخرين، وبالتأكيد معك حق في ذلك، لن ندعي المثالية ونقول أننا قادرين على التسامح، وأحياناً يصعب علينا تقبل من أساء لنا، أو حتى التعامل معه، وتزيد المشكلة إذا كان هذا الشخص من الأقرباء، أو من زملاء العمل.

مؤخراً وضعت في موقف لم يكن جيداً إطلاقاً، بالرغم من محاولاتي المستمرة لكبح الغضب، وأحياناً أنتصر على الغضب وأحياناً يكون هو المنتصر، لكن هذا الموقف أنتصر الغضب بكل قوته، ولم يشفع لي انتصاراتي السابقة عليه، واليوم وبالرغم من مرور أشهر على الموضوع، واعتذار الشخص المتسبب لي، إلا أنني لم استطيع النسيان، أو حتى التسامح، وأرى أن الغضب مستمر في السيطرة علي.

علاقتي بهذا الشخص كانت قوية جداً، أرى أن هذه العلاقة هوت من قمتها للقاع، بالرغم من أن الاتصالات معه قبل الحادثة كانت بشكل يومي، واليوم تمر الأيام بدون أن يكون بيننا اتصال، صعب جداً الشعور بالخذلان من شخص كنت معه أكثر من خليل.

لسنا مثاليين، ولن نصل للكمال، فنحن بشر نفرح ونغضب، نحزن ونسعد، تجرحنا الكلمة، وندعي أننا قادرين على التسامح، ولكن لنحاول أن لا تكون الغلطة هي القشة التي قصمت ضهر البعير، وأن نمحي كل ما قدمه المخطئ من أجلها، ولا نتقبل التعامل معه، فلو نظرنا لها من جهة أن الغلطة أنستنا علاقة سنوات، فلماذا لا يكون النسيان لهذا الخطأ هو الأساس.

كم هو سهل الكلام، وكم هو صعب الالتزام بما نقول، كم هو صعب التسامح، ولكنا قادرين على تخطي العثرات، والنجاح بعد الفشل، تماماً كأن نمحي الغلطة من أجل العشرة.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.