لحظة صيام

(1)

في مطلع الألفية عندما صمت رمضان خارج الوطن، وتحديداً في اليابان، لم تكن الأمور مهيئة بما يكفي لنا، كانت معاناتنا في توفير الأطعمة مزعجة جداً، خصوصاً في السحور، فلم يكن بالإمكان العثور على مكان يقدم المأكولات في ذلك الوقت المتأخر من اليوم.

وقتها لم أجد بداً من أن أطلب التمر والقهوة من السعودية وبالشحن المستعجل أيضاً، وهذا يشعرني في مدى النعمة التي نحن فيها السعودية، فكل شيء متاح ومتوفر في وطننا، ولا نبالي بشيء، وما نريده يأتي لنا، في ظل حكومة تقف على احتياجات المواطن، وتولي أهمية كبيرة لرفاهيته.

(2)

بعد هذه التجربة قررت أن لا أصوم رمضان خارج السعودية، وبالفعل ألتزمت بذلك إلا في أيام معدودات، وسفرات خفيفة جداً في آخر رمضان، والسبب يعود إلى أن متعة رمضان في الاجتماعات، بدأً من الاجتماع العائلي على الإفطار، وإنتهاءً باللقاءات المتنوعة، رمضان متعته في الاجتماعات.

علاوة على ذلك الجو العام في البلد عندما يكون الجميع صائمين، يختلف عن الأجواء عندما تكون أنت الوحيد الصائم، فالأخيرة متعبة جداً ومزعجة أكثر.

(3)

والآن أقرت بعض دوريات كرة القدم وأولها الدوري الإنجليزي تعطيل المباراة ليستطيع اللاعبين الصائمين كسر صيامهم، وكان لهذا الأمر تنظيم خاص، إذ على الحكم قبل بداية المباراة معرفة إذا كان هناك لاعب مسلم يحتاج لكسر صيامه، لتوقف المباراة لدقائق لتناول السوائل والمكملات الغذائية.

ولهذا الأمر ترفع القبعة للقائمين على الدوري الإنجليزي، فهذا يبرهن عن احترام الحريات، والالتزام بحقوق الانسان.

(4)

نعود لبداية الألفية، عندما كان السؤال الأبرز وقتها عن رمضان وما هو، واليوم العالم جميعاً يعرف معنى رمضان، بل وتسن القوانين احتراماً لهذه الفضيلة، وكما انتشر الإسلام من خلال أخلاق التجار في بداياته، سيعرف الكثيرون عنه من خلال هذه الألفة التي نراها في ملاعب كرة القدم وقت الأفطار.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.