كريستيانو رونالدو كقدوة

متابعتي للدوريات الأوربية قليلة جداً، وهذا لا يعني أنني لا أعرف اللاعبين المهمين، بل يعجبني امبابي لاعب فرنسا، وشاهدت كثيراً ميسي وكريستيانو رونالدو، ولم أكن اتابع أخبارهم، إلى أن قرر نادي النصر التعاقد مع كريستيانو، وهنا بدأت في محاولة معرفة بعض الخفايا عن اللاعب.

كريستيانو لاعب مهتم بصحته بشكل كبير، فلا يوجد أي وشم على جسده، لأن الأصباغ في الوشوم تلوث الدم، وكريستيانو يتبرع بالدم بشكل دوري، ويشارك في الحملات الإنسانية للتبرع بالدم، بل أيضاً يساهم في حث زملائه على المشاركة في التبرع بالدم، وهو أيضاً يتبرع بنخاع العظم، حيث قام بذلك لأحد أبناء زملائه.

أيضاً يقدر رونالدو العائلة، فلا تزال والدته تعيش معه، وهذا على عكس المجتمع الأوربي، وسابقاً تغيب رونالدو عن احدى مباريات مانشستر يونايتد عندما كان لاعباً هناك، ليظهر النادي ببيان مؤازرة لهدافه كان محتواه “الأسرة أهم من كل شيء..”.

وعلى عكس غيره، لا يشرب كريستيانو المشروبات الكحولية أبداً، والسبب في ذلك يعود إلى أن والده توفي بأمراض الكبد بسبب الافراط في شرب الكحول، بالإضافة إلى أنه مهتم في الأعمال الخيرية، وله العديد من المساهمات في القضايا الخيرية، ولعل أبرزها تبرعه للمستشفى الذي ساهم في شفاء والدته من سرطان الثدي، لكي يتمكنوا من بناء مركزاً لسرطان الشدي.

على اخلاف اللاعبين وطرقهم وأهوائهم، إلا أن شخصية كريستيانو عكسهم تماماً، ووجوده في الدوري السعودي تعطينا بعداً آخر، فمن المهم الاستفادة من الأخلاق التي يتمتع به اللاعب، وشهرته التي ساهمت في زيادة عدد الحاضرين لمباريات نادي النصر، من تكريس المفاهيم الحميدة لتعزيزها لدى الشباب، فلو شاهدت المباريات الماضية التي شارك فيها رونالدو للاحظت كيف يتهافت الأطفال والشباب لمتابعته والكلام معه، وحتى أخذ صورة له، وهذا شيء إيجابي جداً متى ما تم توظيفه لصالح الهدف العام.

جيل اليوم منفتح على العالم، ويشاهد الكثير من الأمور التي لم نعتد عليها عندما كنا في مثل أعمارهم، ولعل الوشوم بالرغم من أضرارها الصحية وتحريمها الصريح في ديننا، بدأت تنتشر بين الشباب، ومؤخراً وأنا أتابع أحد البرامج التي يقدمها شاب سعودي لاحظت كيف كانت الوشوم منشرة في يديه، وهذا يكرس صورة ذهنية جديدة لدى الشباب.

توظيف ما يحبه الجيل في تقديم نصائح غير مباشرة لهم، أبلغ وأكثر وقعاً من النصيحة المباشرة، فلعلنا نبحث عن ذلك، ونستفيد منه.

سجل أعجابك
Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.