“توم وجيري” والذكاء الاصطناعي

قبل أسابيع وردتني رسالة وتساب عبارة مقطع فيديو لحلقة عرضت في عام 1952 من حلقات “توم وجيري“، هذا الحلقة توضح مدى فرح سيدة المنزل عندما حصلت على قطة إلكترونية، لتريحها من “توم” الذي أصبح غير مبالي بعمله في مطاردة “جيري”، وكيف استطاعت هذه القطة الإلكترونية اخراج “جيري” من المنزل، وكيف كان “توم” أول من خسر وظيفته بسبب هذا التطور.

يبدوا أن حلم التحول للروبوت لم يكن وليد اليوم، فهو طموح للبشر منذ القدم، وحاول تأصيل هذا المفهوم من 60 سنة خلت، ولو تأملت حلقات “توم وجيري”، لشاهدت الكثير من الحلقات التي تستعرض حلو الروبوت فيها.

ولو تذكرت معي في الثمانينات الميلادية عندما كان يعرض المسلسل الشهير (Small Wonder) بعد الإفطار في رمضان على القناة الثانية، ويعرض حلم البشرية في وجود انسان آلي، والفتاة الصغيرة “فيكي” التي أدت دور الروبوت، وكيف لم يؤمن مدير “تيد” الذي أخترع “فيكي” به وبفكرته.

وفي معرض ليب والذي عقد في فبراير الماضي، قدم أول روبوت سعودي وناطق باللهجة السعودية، وكانت تجربة زوار المعرض مع هذا الروبوت مميزة ومختلفة جداً.

لكن ما خفى على “توم وجيري” في عام 1952 أن القط الإلكتروني لم يكن بمستوى الذكاء المأمول، لذا كعادته “جيري” استطاع التغلب عليه، واليوم وبعد كل هذه السنوات أصبح الذكاء الاصطناعي جزء مهم جداً من التحول للروبوت، ووجود الإنترنت وكمية المعلومات الموجودة فيها تساهم في تعزيز ذلك، من خلال أن تتعلم الآلة بشكل مستمر، من تصرفتها تارة، ومن إمكانيات البحث المزودة بها تارة أخرى.

لا أعتقد أنه تبقى الكثير حتى نرى تتحول العاملة المنزلية إلى انسان آلية، وتكون أسعارها في متناول الجميع، ولكن هل فكرنا فيما بعد ذلك، أم أننا ننتظر أن يأتي مسلسل كرتوني آخر ليجنح بخياله إلى أفكار جديدة سيشاهدها أبنائنا بعد سنوات، ويقولون ها قد حققنا حلم الأجداد.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.