العمل والصلاة

(1)

نركز في أعمالنا ونجتهد ونثابر للعنا نحقق النجاح، ونحظى بالقبول لدى رؤسائنا، أو نحصل على ترقية، أو منصب وظيفي أعلى، ونهمل في جانب آخر مهم وهو العبادة، فكم نأخر من تأدية الصلاة في وقتها بسبب اجتماع عمل تداخل وقته مع وقت الصلاة، وربما يأتي وقت الصلاة الأخرى ونحن لم نؤدي حق الله علينا.

(2)

كثيراً ما نفضل الاستمرار في مشاهدة مباراة كرة قدم مع دخول وقت العبادة، أو متابعة مشاهدة مسلسل أو فيلم، وكأن وقت العبادة مشاع نتحكم فيه كيفما نشاء، مع أنه من أهم الأمور التي يجب علينا العناية بها، نقصر في عباداتنا مع علمنا أننها هي الوسيلة الوحيدة التي نناجي فيها الخالق ونتقرب إليه.

(3)

تحدث أحد مشاهير التواصل الاجتماعي عن أحد الأطباء والدعاة المشهورين بأسلوب فض وغليظ، مما جعل وسائل التواصل الاجتماعي تضج نصرة للعالم الفضيل، ليظهر بعدها مشهور سناب شات معتذراً ونادماً، ولعل في هذا درس جميل للجميع، فالحديث في وسائل التواصل المختلفة يحتاج للتروي والحذر، فكل ما تقوله يحسب عليك، وقديماً قالوا “رب كلمة قالت لصاحبها دعني”.

(4)

نسأل الله أن يغفر لنا هفواتنا وتقصرينا، ولعلنا نراجع أنفسنا ونهتم بأمور العبادة، ولا نفضل العمل أو الترفيه عليها، فلا ندري متى نندم على هذا الوقت الذي يضيع منا، ونخشى أنه عندما نفيق من غفلتنا نجد أنفسنا في الوقت الضائع الذي لا يساعدنا للتقرب لله.

(5)

“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” (البقرة:186)، ربنا قريب، نناجيه ويسمعنا، ندعوه ويستجيب لنا، ونقصر في عبادته فيغفر لنا، فأين نحن من التأدب مع ربنا، والمحافظة على عبادته، وعماد العبادة هو الصلاة، فلعنا نستذكر أهمية الصلاة ولا نفضل أي أمر آخر عليه.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.