مذكرة إدارية (1)

بدأت حياتي الوظيفية كمطور تطبيقات، وعملت لسنوات عديدة في هذا المجال قبل أن أتحول بالكامل إلى إداري، فانتقلت من مدير إدارة إلى مدير عام، ومن ثم وكيل مساعد، ومع ذلك كل يوم أتعلم في الإدارة أمور جديدة، ومهارات مختلفة، وكل يوم أرتكب أخطاء وأتعلم منها، ويبقى العمل الإداري ممتع بكل تحدياته.

مما تعلمته أن أضع نفسي دائماً في مكان رئيسي، وهذا جعلني متسامح بشكل كبير مع من يرأسني، وأقبل التغيير المستمر، أجد له العذر في انفعالاته أحياناً كثيرة، وأتقبل انتقاداته، حتى ولو لم يتقبلها الزملاء، فضغوط العمل لا تقف عند حد معين، والأهم أن هذه الانفعالات لا تتجاوز الحدود.

مما تعلمته أيضاً رباطة الجأش في المواقف الصعبة، فبحكم أنني أدير منظومة تقنية فغالباً ما تكون التقنية هي الشماعة الأولى للأخطاء، وفي وقتنا الحالي أصبحت الأعمال معتمدة بشكل كامل على التقنية، فعند حدوث مشكلة أو خلل، ووقت الانفعالات أحاول أن لا أكون مندفعاً بشدة، وأن أتريث حتى أعرف أين المشكلة وأعالجها، ومن ثم أتعامل مع المواقف المحيطة الأخرى، وبالفعل ساعدني ذلك على امتصاص غضب المستفيد النهائي أولاً، وتفرغ فريق العمل للمعالجة بعيداً عن الضغوط.

مما تعلمته أيضاً تقدير الصف الأول الذي أرأسه، وأيضاً تقدير الموظفين الذين يعملون معي، وعدم البخل بكلمة الشكر، والإطراء والثناء لهم، وغير ذلك من أنواع التقدير المختلفة، فهم سبب النجاح الأول بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، فمتى ما كان الموظف مرتاح في مكان عمله، متى ما كان معطاءً، ولكن التقدير المطلوب يختلف من موظف لآخر، ومعرفة نوع التقدير الذي يحتاجه الموظف يساعد على استمراره، ولكن حذار أن يذهب التقدير للشخص الخطأ.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.