“علي الخلع”

لسنوات خلت كنا نسع نوعاً من الأيمان تنزعج لها الأذان، مثل “علي الطلاق”، وكأن أبغض الحلال عند الله هو أقوى أيماننا، ومع ذلك لم يمر علي شخص طلق زوجته بعد أن حلف هذا اليمين، وكأن المسألة فيها إما احترام للأنثى بالرضوخ لصاحب الحلف وتنفيذ مطلبه، أو استهتاراً بصاحب الحلف ومعرفة بأنه لن ينفذ يمينه.

ومرت الأيام، وأصبحت أسمع هذا اليمين من غير المتزوجين، فأيقنت أنه يمين الضعفاء الذين ليس لهم لا حول ولا قوة، ويعيشون في ظلام الجهل، وعدم احترام الأنثى، فكيف بيمن يحلف به ويجعل مصير بقائه مع زوجته بيد شخص آخر، من الممكن أن يقلب عليه طرف المجن، وبعدها لا مجال للندم.

وددت لو أعرف ما هو شعور الزوجة التي يحلف زوجها بالطلاق، هل ستكون سعيدة في حياتها، أو على العكس من ذلك، وكيف تحتمل العيش معه، وفي أي لحظة ممكن أن يغدر بها يمنه وتخرج من ذمته، أعتقد أنه شعور صعب للأنثى، وهي تعرف أن مصيرها أصبح معلق بيد شخص آخر غير زوجها، وأيضاً غير مأمون الجانب.

وفي الفترة الأخيرة بدأت اسمع كثيراً عن قضايا الخلع، ولا توجد لدي إحصائية دقيقة عن عددها، ولكني تخيلت هل من الممكن أن تحلف الأنثى بالطلاق من زوجها وتقول “علي الخلع”، وإذا أدت هذا اليمين كيف ستكون مشاعر الزوج، هل تنقلب الآية في مجتمعنا ونرى مثل هذه التصرفات من النساء.

الحياة الزوجية أمر سامي، لا يجدر بنا أن نمكن الآخرين من التدخل به، أو معرفة مدى قوة الرابط بين الزوج والزوجة، ولا الاستهانة بحقوقهم، ومن أبسط حقوقهم عدم زجهم في مثل هذه الأمور، لأنه متى ما ذهب الاحترام في العلاقة الزوجية، متى ما أوشكت على الانتهاء.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.