غيرتنا كورونا

عندما غنى طلال رحمه الله “هذا هو الحل الوحيد.. خلك بعيد خلك بعيد” لم يكن يدور في ذهنه أنه سيأتي اليوم الذي سيكون البعد عن اعز اقاربنا هو الحل الوحيد لوقايتهم من انتقال المرض، وعندما قالوا “خلك بعيد حبك يزيد” لم يتوقعوا أن تتحول هذه العبارات إلى مطلب هام للوقاية.

الآن وبعد أن انصرم الشهر الأول لبدء الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي وباء كورونا، ويوشك الشهر الثاني أيضاً أن ينصرم ندرك أهمية التباعد الاجتماعي لحماية أنفسنا واسرنا من هذه الجائحة، لم يعد لقاء الأقارب أو الأغراب مطلب اليوم، وإنما الأهم هو حماية أنفسنا وحماية الآخرين من هذا الوباء.

لم تعد مظاهر الحياة كما كانت، بل تغيرت حياتنا رأساً على عقب، انحسرت حركتنا في أمتار معدودة، وأدركنا كم كنا في نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، كنا نرفل في ثوب من سعادة، نجوب الأرجاء، نتنقل كيف يحلوا لنا، ونخرج متى ما شئنا بدون أن نخشى شيء، ونسافر متى ما أردنا، ونخطط لرحلاتنا متى ما أردنا، واليوم لم يعد كل هذا ممكناً.

ولكن لماذا ننظر إلى الجانب السلبي من المعادلة، لماذا لا نرى الجانب الإيجابي، فبالرغم من ارقام تفشي الفيروس العالية حول العالم، استطعنا وبقوة توجيهات قيادتنا، وبالرؤية الإدارية والصحية لمسئولينا، منع التفشي بشكل كبير، فما تزال أرقام التفشي لدينا في حدودها الضيقة، بل حتى تجاوزنا ذلك لننتقل من مرحلة إلى أخرى، حيث استمرت القيادة الصحية في البحث والفحص والتقصي واكتشاف الحالات لمعالجتها أولاً بأول، والحمد لله كل هذه العمليات تتم من خلال خدمات صحية متكاملة، تقدم للزائر والمقيم قبل المواطن، فالجميع في نظر دولتنا وقيادتنا سواسية لا فضل لأحد على أحد.

المتأمل حولنا يرى في كل استطعنا أن نتغلب على جميع العقبات، كيف مارسنا حياتنا ومن منازلنا بأريحية، لم تتعطل الأعمال، وإنما استفدنا من كل إمكانيات التقنية لدينا، مارسنا العمل من منازلنا متغلبين على كل التحديات، وأيضاً استمر أبنائنا في التحصيل العلمي عن بعد، حتى انتهى العام الدراسي على أكمل وجه.

الحمد لله ندرك يوماً بعد يوم أننا في كنف قيادة حكيمة، همها الأول والأخير هذا المواطن، وتحقيق الرفاهية له، فهي لا تذخر عنه الغالي والنفيس، من أجل أن يتمتع المواطن برفاهية متناهية، فلقد علمتنا كورونا “كم أنت عظيم يا وطني”.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.