تباعد

كنا نقول أن العالم أصبح قرية واحدة وذلك من خلال التقنية، حيث أننا نعلم ما يحدث في أي مكان ونحن في منازلنا، بل نتجول افتراضياً في كل الأرجاء بدون حدود وقيود، وأيضاً نستطيع أن نسافر شرقاً أو غرباً لأقصى مكان في العالم في أقل من ٤٨ ساعة، فالحياة أصبحت أسهل وأسرع وأبسط.

ومع هذا الزخم تناسينا أن الأمراض أيضاً ستنتقل بمثل هذه السرعة، فمنذ بداية الألفية وعدد الأوبئة في تزايد، إلى أن أتى هذا الزائر كورونا (كوفيد ١٩) ومعه مكثنا في منازلنا لنضمن سلامتنا وصحتنا، فتقارب العالم ليس بالمسافات والتقنيات، بل حتى بالأمراض والأوبئة، فمن سارس، وأنفلونزا الطيور، وكورونا الأول، وغيرها، تأكدنا أن ترك مساحة للتباعد أحياناً غاية وسبيل.

والمتأمل في التاريخ يرى أنه منذ أن أتت الأنفلونزا الإسبانية في عام ١٩١٨ والتي قتلت ما يقارب ٢٥ مليوناً، تجاوزنا ١٠٠ سنة، وقبلها في القرون الوسطى كان داء الطاعون الذي فتك بأوروبا، فهل هذا يعني أن عدة الأوبئة الفتاكة هو ١٠٠ سنة، لا يوجد من يؤكد ذلك في هذا الوقت، ولعنا بحاجة لدراسة لهذه المتغيرات ودراسة تاريخ الأوبئة، فمن الممكن بإرادة الله أن نصل لمعادلة معينة يستفيد منها الأجيال.

الحمدلله أن الوقاية من هذا الوباء هي في التباعد الاجتماعي والمكوث في المنزل، وهذا أمر نستطيع أن نقوم به، ولن يكون شاق علينا، ونستطيع الاستمرار في حياتنا من المنزل، ولم يكن سبب الوقاية غير ذلك، فقط ما هو مزعج في هذا الحجر هو أن من لا يسكن والديه معه في المنزل يشتاق للقياهم.

نعم ليتنا نتباعد اجتماعياً، وحتى بعد زوال الجائحة لنغير عاداتنا كثيراً، لنضمن أن نتأقلم مع جميع المتغيرات، فاليوم أجبرنا كورونا على المكوث في المنزل، فلا تدري غداً ما هو الجديد، بالتأكيد نثق ونؤمن بأن لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ونؤمن أيضاً بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

سجل أعجابك
Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. اسأل الله أن يحفظكم أخي محمد و من تحبون من جميع الشرور و البلايا و الادواء ..هذه الفترة و عدم الصلاة في المساجد و خصوصا في رمضان تجعل الشخص يحزن كثيرا ندعوا الله أن يكشف الغمه عن هذه الامه عاجلا غير أجل و أن يعيدنا إلى بيوت الله و نحن في صحة و عافيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.