سمعنا وتعلمنا…

سمعنا من الذين سبقونا أن ليس كل ما يلمع ذهباً، فقد يكون مجرد عبوة فارغة لا تسمع بها إلا صوت الصدى، وبقايا من حكايا أو تجارب لا ترتقي لأن تصنع شيء يذكر، مجرد اعتماد كلي على شعاع آخر يعطي لمعة الذهب، فهذه العبوة تعكس ما الضوء الآخر يقدمه، وسيأتي اليوم الذي يرى الجميع أنها مجرد معدن لا يرتقي لأن يكون ذهباً.

أيضا سمعنا في قصص التاريخ عن جزاء سنمار، ذلك المبدع الذي بنى تحفة معمارية، ومن أجل آن لا يصنع النجاح لشخص آخر رماه المستفيد من النجاح من أعلى قمة صنعها، وبذلك قضى على أي مجال لصناعة نجاح آخر يفوق النجاح الذي صنعه معه، فكان نهاية قصة أخرى من قصص النجاح على يد من له النفوذ، فلا تستسلم لكن له النفوذ وكن أنت كما تريد.

وتعلمنا من نيوتن أن لكل فعل ردة فعل مشابهة لها في القوة، ولكنها عكسها تماماً، وقد تفوقها في القوة، وربما عكس الفعل يدمر الفعل ذاته ليكون الاثنين خاسرين، وينتهي الحال بقصة لا يمكن معرفة حدود نهايتها، وربما تكون الخسارة أعظم وأفدح لأحد الطرفين.

وتعلمنا من هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم أن الشديد هو من يملك نفسه عند الغضب، لأن عواقب الغضب ليست بالجيدة، وربما تخسر فيها الكثير، فالتوازن هو المطلب، والحياة أقصر من أن نجعل لحظة غضب تكسر من آمالنا وطموحاتنا، مهما حاول الآخر أن يستفزك تأكد بأنك لن تكون إلا كما تريد، لا ما يريده الآخرين.

وتعلمنا من التجارب أن اللئيم مهما قدمت له سيأتي اليوم الذي تكون فيه الضحية، مهما عملت وأكرمته سينقلب ويبث سمومه، فأعمل ما تراه مناسباً، ولا تستلم لما يريد، وكن أنت الكريم الذي تصقلك التجارب، وتعلم كيف تتعامل مع من لا يعرف أسس الأخلاق.

ومع كل ذلك لتكن ثقتك بالله أكبر، فمهما أريد بك السوء لن تنال إلا ما كتبه الله لك، ولن تتغير الحياة لمجرد أن أحدهم أراد، فأعمل ما ترى أنه يناسب طموحك وآمالك، ودع عنك أحاديثهم، فأنت الوحيد القادر على تحقيق ما تريد، ولا تعلم أين ستكون الفرصة الحقيقية، فالله سبحانه وتعالى يسير الأمور كيف ما يشاء، وأنت أعمل لتحقق النجاح الذي كتبه الله لك، ولا تجعل لأحد مجال لأن يكسرك.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.