ممرات متفرقة

(١)

وتمضي الحياة.. بحلوها ومرها، نجتهد فيها لنحقق الذات، ونصل للمبتغى، ونحقق الطموح، أحياناً نفشل، ولكنا نواصل العمل حتى يأتي النجاح، ونتذوق طعم الفوز، نستمتع بالمنجز، ونتذكر أن الفشل هو الأداة التي شقت لنا طريق النجاح، ومهما تحقق من نجاح نعود ونتعثر، ونبادر لتصحيح المسار، وإعادة تحقيق الأهداف، فالأدوات التي ساعدتنا في تحقيق النجاح غير مناسبة للاستمرار فيه.

(٢)

عندما يكون النجاح بجهد شخصي وبطرق شرعية فالفرح به يكون حقيقياً، وكلما تذكرناه سنسعد أننا حققناه، وسنتذكر كيف تحقق، ولن نبالي بأي عبارات انتقاص، لأننا نعلم أننا بذلنا جهدنا فيه، وتحقق بنزاهة، بينما عندما يتحقق النجاح بوسائل الخداع، أو بالكذب، أو بطرق غير شرعية، فلن نشعر بلذة النجاح كاملة، وسنبقى نشعر بأن العمل منقوصاً، ومع كل اشادة ستظهر الغصة التي تشهق بنا داخلياً، وسنكون غير قادرين على البوح أو حتى على الصمت.

(٣)

الدنيا لا تقف عند أحد.. ولا تبالي لفقد أحد.. تعبر بنا كيفما اتفق، بين مخير ومسير، فشيء بالصدفة، وأخر نصنعه عامدين، خطوة بعد خطوة، وقرار يتلوه قرار، تتشكل من خلاله الشخصية، لنصبح قادرين على خوض غمار أمواج الحياة، نقاومها وتقاومنا، أحياناً نجري كما شاءت، وأحياناً تجري كما نشاء، وعندما نصل نعلم أنها زادتنا قوة، وعلمتنا الكثير، وأصبحنا أكثر خبرة.

(٤)

لا نستلم.. نتعثر وننهض، ربما نسقط ونتأذى، لكننا نتعافى، ونعود لممارسة الحياة، نعود للركض من جديد، يحدونا الأمل، ونتعلق بالنجاح، ومن يصر على شيء يحققه، لا نكترث بكلام المحبطين، فهذه سنة الحياة نجاح وفشل، صعود وهبوط، والأكيد أنها رهن قناعتنا، فما نعتقد في أنفسنا هو ما يتحقق، وما نسعى إليه هو ما نحصل عليه، فالنفس التواقة للعلياء ستصل إليها.

(٥)

ونمضي.. نصنع من المستحيل ممكن، ونحول الصعوبات أمراً سهلاً وفي متناول اليد، نغير الأسلوب ونحطم الحواجز، ونترقب القمة، نتغير ونغير، ولا نقف عند الماضي سواءً كان نجاحاً أو فشل، ما ندركه أننا في سباق لتحقيق الطموح، وفي غمرة العمل، لا ننسى الأسرة فهي الدافع الحقيقي للمواصلة، نترجل ونقف قليلاً معهم، ونعيش بهم، فبدونهم لن يكون للحياة طعم.

(٦)

الأسرة هي كل شيء، وبدونها سنصبح لا شيء، فلا ننساها في لحظات العمل، أو أوقات النجاح، فهي الباقية لنا، فكن لها وكن بها، وسترى السعادة الحقيقية، فمن يستطيع تحقيق النجاح ويحافظ على ترابط الأسرة هو من نال قمة النجاح، وسعد في الحياة.

2 قراء تعجبهم التدوينة.
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.