عام كمدير إدارة ما الجديد؟


قرأت ذات مره تعريف للمدير لا أتذكر من قائله، يعتبر التعريف أنه ليس المدير من يجلس على المكتب الوثير ويدير العمل من هناك، وإنما المدير من يجلس بين فريق عمله ليقودهم إلى مغامرة هو نفسه يخشى الخوض فيها، هذا التعريف بالرغم من بساطته إلا أنه يضع خطة عمل واضحة لمدير الإدارة، وهو خوض التحديات بالشراكة مع فريق العمل.

في رمضان الماضي كانت أول الخطوات الأولى لي كمدير إدارة، وليس أسوأ من أن تكون مديراً لإدارة التطبيقات، لسبب واحد فقط أن الإنجاز لن يكون مشاهد بين يوم وليلة في إدارات تقنية المعلومات، ويكون غير مشاهد أكثر في إدارة التطبيقات، وتحتاج لوقت كي تبرز الإنجاز ويظهر علناً للجميع.

الأمر الآخر أنه حسب الإحصاءات العالمية تفشل 80% من مشاريع بناء التطبيقات، والسبب يعود للفرق الشاسع بين أن تعمل على مشروع معماري وترى يوماً بعد آخر كيف تتحول إلى واقع، فنسبة الإنجاز تراها محسوسة أمامك، أما مشاريع التطبيقات فمتابعة الإنجاز تكون على الورق، لأنك تبني شيء غير مشاهد إلا في لمساته الأخيرة، لذا أعتمد في مشاريع بناء التطبيقات عالمياً أسلوب عمل النماذج (Prototype)، وهو أن تعرض على الإدارة المستفيدة نسخة على الورق من ما ترغب في تنفيذه، ونسخ إلكترونية في كل مرة لمشاهدة ما تم تنفيذه.

بدأت خطواتي الأولى كمدير إدارة بعدم قبول الإدارة بشكل رسمي، والاكتفاء بالتكليف الشفهي حتى أقف على مصدر الإشكال التي تعاني منه الإدارة، فالإدارة التي أشرفت عليها كانت تعاني من الوهن والضعف بسبب كثرة التدخلات الخارجية، ولكون هناك من يرغب في الحصول على نتائج بدون أن تخضع لأبسط طرق التنظيم في العمل، أو حتى الجودة في المخرجات، المهم أن يكون هناك برنامج منجز حتى لو احتاج الأمر لمواجهة المشاكل بالتعديلات اليومية.

الأمر الآخر الذي أزعجني هو عندما أشرفت على الإدارة كان أغلب فريق العمل في دورات خارجية، ومن الصعب تقسيم العمل وتحقيق الإنجاز مع قلة الفريق، وأيضاً عدم وضوح التوجه من الإدارة العليا، فهناك تحديات لا أرغب في ذكرها الأن كان من المهم معالجتها بحكمة وتروي.

بدأ العمل وكان من الواجب تحويل الإدارة إلى خلية عمل بالرغم من قلة الموارد، وبالفعل بدأ الأمر في التحسن، ولكن كان في إطار أن نحافظ على التطبيقات التي تعمل بدون أن تنهار، أو تحدث فيها مشاكل كبيرة، ولم يكن هناك إنجاز كبير إلا عندما أكتمل فريق العمل، وبالفعل حققنا نزراً يسيراً من الهدف بالرغم من كل المعوقات التي واجهتنا.

أبرز معوق واجهني هو عدم وجود ولاء للعمل، ويكون الولاء إما لأشخاص يحققون مصالح شخصية للفريق، أو للإدارات العليا الأقوى في العمل، ولا يهم أن يكون العمل منظماً بقدر ما يكون يخدم الأهواء الشخصية، وهذه معضلة لم أستطع معالجتها إلى هذه اللحظة.

الإدارة ليست أمراً سهلاً، والتعامل مع فريق عمل يدفع لأن يكون العمل على جزر متفرقة بدون أبداع، وبدون أن يكون هناك أي تنظيم أمر صعب، لكن العزاء أننا ما زلنا نحول للخروج إلى بر الأمان.

إلى هذه اللحظة لست راضي عن ما تحقق، ولكن يدفعني الأمل والطموح إلى تحقيق المزيد من النتائج الملموسة على أرض الواقع، وقديماً قالوا اليد الواحدة لا تصفق.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. صيام مقبول استاذ محمد
    انا اعتقد بانك وضعت في المكان المناسب فعقليه نظيفه صقلت بمجهود ذاتي وخبره حياتيه كبيره
    تستطيع ان تقف في.وجه اي عائق فانت نبراس وشمعه منيره تنير طريق الاخرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.