وماذا بعد الثانية عشرة ليلاً!..

عندما أشرت لأول مرة عن التنظيم الجديد للمحلات التجارية تحدثت عنه بإيجابية وقلت أولاً وأخيراً التنظيم وسيلة لنرتقي، ولكن وبعد ما يقرب من الثلاثة أشهر على تنفيذ القرار هناك أصوات تتمتم عن عدم رضا على القرار عند مجموعة كبيرة من أطياف المجتمع، ولم أسمع منهم عن أسباب منطقية لعدم الرضا سوى العبارة المشهورة جداً أين نذهب؟..
سأحاول هنا أن أتناول الموضوع من وجهة نظري الشخصية ومن النقاط التالية:-
أولاً: سبب القرار..
في الفترة الأخيرة صارت الرياض مدينة لا تنام، فأغلب المحلات تستمر في العمل ما يقارب العشرين ساعة، وبعض مطاعم الوجبات السريعة تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، وهذا أدى إلى عدم تنظيم لسوق العمل والعمال، بالإضافة إلى كثرة الحوادث الأمنية في الفترة الأخيرة من سرقة وغيرها، لتتخذ الجهات الأمنية قرارات مختلفة أولها كان إجبار الصيدليات على الإغلاق بعد الساعة الثانية عشرة وخدمة الزبائن من خلال شباك صغير، وآخرها كان إغلاق كافة المحلات بعد الثانية عشرة..

ثانياً: تنفيذ القرار..
كان تنفيذ القرار مفاجأ وبدون أي مقدمات، حيث تزامن التنفيذ مع بداية الدراسة لهذا العام، ومن خلال رجال الأمن وذلك بإجبار المحلات على الإغلاق في الوقت المحدد، هذا لم يرق لبعض أصحاب المحلات الذين لم يعيروا رجال الأمن أي انتباه فبعد أن تغادر سيارة الأمن من أمام المحل يعاود أصحابه النشاط بدون أي استشعار للمسئولية، وهذا ما دعا إلى تدعيم القرار بعقوبات رادعة وغرامات مالية لأصحاب المحلات التي لا تغلق في الوقت المحدد..

ثالثاً: توقيت القرار..
توقيت القرار كان مناسباً جداً خصوصاً بتزامنه مع بداية الدراسة والتزام العائلات بأوقات محددة للنوم.

رابعاً: إيجابيات القرار..
1. هدوء الرياض الجميل بعد الثانية عشرة وخصوصاً داخل الأحياء هذا أكبر مكسب..
2. تفرغ رجال الأمن لأمور أخرى وللحفاظ على الأمن داخل الأحياء هذه نقطة إيجابية أخرى..
3. أحد المحلات التي كنت أتبضع منها بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً بحكم عملي، ولأنه يستهدف من هم في مثل وضعي كنت ألحظ زيادة في أسعاره مقارنة بغيره من المحلات، بعد تطبيق القرار لاحظت أن أسعاره عادت لمستويات مماثلة للمحلات المجاورة وهذا إيجابية جيدة بالنسبة لي..
4. لن نرى كل الإيجابيات في فترة قصيرة مثل التي مضت، ولن المسألة تحتاج لوقت..

خامساً: هل هذا القرار كافي؟
من وجهة نظري أن غير كافي إطلاقاً، فلو أن القرار أجبر المحلات التي تكون مساحاتها أقل من 150 متر مربع على الإغلاق في التاسعة مساءً لكان هذا أفضل، خصوصاً أن أغلب المستفيدين من هذه المحلات هم العمالة الوافدة التي تضر البلد ولا تفيده من البنغال وغيرهم وسأخصص تدوينة أخرى حول المحلات الصغيرة التي يديرونها..
أيضاً بعض المحلات تغلق عند الساعة الثانية عشرة ولكن تعاود نشاطها بعد صلاة الفجر مباشرة، وهذه الأيام الفرق يكون قريباً من الست ساعات، بينما في فصل الصيف يكون الفرق أقل من أربع ساعات، وهذا لن يجدي نفعاً إذا كان الهدف تنظيم سوق العمل أو حتى إن كانت المسألة أمنية..

وأخيراً..
من وجهة نظري القرار صائب جداً وإن كنت أتمنى أن يكون وقت الإغلاق قبل الوقت الحالي بساعة أو ساعتين، وخصوصاً للمحلات الصغيرة..

سجل أعجابك

أعجبتني

غير معجب