ميدياثون.. سباق الإعلام

يعرف الهاكاثون بأنه لقاء مكثف لأيام معدودة، بين العديد من مبرمجو الكمبيوتر، للتفكير في معالجة مجموعة من التحديات، فهو لقاء للتفكير والابداع، وغالباً ما يخرج من اللقاء العديد من المشاريع والأفكار التي تساهم في علاج الكثير من القضايا، وفي الغالب يحصل صاحب الفكرة الأبرز على دعم مادي لبناء الفكرة بشكل أوسع، ومن هنا استمدت الكثير من الصناعات هذه التسمية التي جاءت بها صناعة التقنية ليعالجوا تحدياتهم بذات الطريقة.

وفي سباق مختلف، أعلن مركز التواصل الحكومي بوزارة الإعلام عن سباق الإعلام “ميدياثون” وهدفه الأول هو إيجاد حلول لبعض التحديات الإعلامية، ودعم بنك الأفكار في وزارة الإعلام، وهذا من شأنه تعزيز مشاركة المجتمع في تحسين الإعلام في السعودية.

عرض مركز التواصل الحكومي أربع تحديات هي (تقليدية الطرح الإعلامي، جمع البيانات الإعلامية ورصدها وتحليلها، الفجوة بين المعرفة الأكاديمية والممارسة المهنية، التواصل الدولي)، ووضع 20 مايو 2022 كآخر يوم لتقديم الأفكار، ومن ثم تبدأ بعدها ورش العمل إلى أن يكتمل الحفل، مع رصد مركز التواصل الحكومي لجوائز تصل إلى مليون ريال للأفكار المتميزة.

الخطوة ممتازة من مركز التواصل الحكومي، لتجديد الدماء في إعلامنا السعودي، وتوليد الأفكار التي من شأنها أن ترتقي بالطرح الإعلامي، فمن خلال عملي سنوات خلت في الصحافة الورقية أعرف جيداً رتابة التفكير التقليدي في معالجة ومناقشة القضايا المختلفة، لا أنكر أن هناك رجال صنعوا الإعلام في وقت صعب جداً، متجاوزين كل التحديات، ولكن ثبت الإعلام المحلي على مستوى واحد، حتى أصبحت الأفكار ذاتها متكررة.

ولعل التحديات التي طرحها مركز التواصل الحكومي تبرز أماكن الخلل في إعلامنا السعودي، فأول هذه التحديات هي تقليدية الطرح، وأضيف عليها عدم مواكبة إعلامنا المحلي للمتغيرات من حوله، فلم تعد وسائل الإعلام التقليدية هي من تجذب المجتمع، فجيل لديه إنترنت يستطيع أن يشاهد ما يريد ومتى ما يريد، يحتاج لتفكير مختلف، ونموذج عمل يحاكي الطريقة التي يرغب فيها في الحصول على المعلومة، فتقليدية الطرح، وتقليدية الوسائل هي ما منعت إعلامنا من التطور والتغير.

والتحديث الثاني الذي أرى أهميته الكبيرة، وضمنه مركز التواصل الحكومي في الميدياثون هو جمع البيانات الإعلامية ورصدها وتحليلها، ومن وجهة نظري أن المعلومة ومدى دقتها وترابط المعلومات معاً، من أهم المصادر التي توضح الإعلامي المميز عن غيره، فنحن في زمن تعتبر المعلومة في مصدر قوة، ومن يمتلكها يستطيع أن يفرض وجوده، فمن المهم معالجة طرق جمع البيانات، وابتكار أفكار وطرق جديدة لتحليل البيانات وتحويلها إلى معلومات يمكن الاستفادة منها.

واثق أن الميدياثون أو سباق الإعلام سيكون له أثر إيجابي على الإعلام السعودي في الفترة القادمة، ومن المهم الاستفادة من الكفاءات التي ستقدم الأفكار من خلال السباق، ومتأكد أننا سنلمس الفرق في إعلامنا المحلي قريباً.

سجل أعجابك
Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. اخي محمد طابت حياتك و الموضوع جدا رائع و جذاب اسال الله ان يوفق القائمين عليه و المشاركين فيه لكل خير و ما فيه نفع الاسلام و المسلمين. و عيدكم مبارك و حياتكم سعيدة و تقبل الله منا و منكم الصيام و القيام و الطاعات.
    محبكم عبدالعزيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.