عبارات مزعجة

عباراتك يجب أن تحافظ عليها، وخصوصاً عندما تتخاطب مع شخص آخر لا يعرفك، وتريد أن تصنع نوع من الفكاهة والدعابة في مكان، فقد لا يكون لكلمتك أي معنى، وربما تجر عليك الويلات، ويكون مصيرك في يد شخص لا يستطيع أن يتحكم في أعصابه، وهنا تأتي عبارة رب كلمة قالت لصاحبها دعني.

قبل يومين توجهت مع ابني الصغير إلى أحد حلاقين الأطفال وذلك للتجهيز للعيد، وذلك بعد العصر، المحل كان مزدحماً والجميع في انتظار أدوارهم، إلا شخص وسيدة لم يحترما الدور، ولكن الأمر انتهى على خير.

دار بيني وبين ابني حديث عابر وأنا أهم بالخروج من الحلاق، إلا أن أحد الأشخاص علق على حديثنا بجملة مستفزة جداً، الجملة ليست سيئة ولا تفهم بشكل خاطئ نهائياً، لكنها غير مناسبة مع ثقافتي إطلاقاً، ولم يسبق في حياتي أن قلتها لأحد، فكيف بأن تقال لي، لم ألقي للأمر بالاً وغادرت المكان بدون أن أرد على صاحب الجملة أو أن أتحدث معه.

وفي طريقي للسيارة، تمتمت في نفسي بأنواع اللعنات على ذلك الرجل، ويبدوا أن الجملة أصابتني في مقتل، وربما ذكرتني بأمور لا أود تذكرها، وأستمر انزعاجي حتى المساء، وربما لم يسلم الرجل من دعوة على الإفطار.

بعد يومين على سماعي للجملة، ما زلت منزعج منها، ومستغرب كيف تقال لي، ألهذه الدرجة بدأت أتخطى سنوات العمر حتى لم أعد أتحمل أي كلمة، أو أن هذه الجملة فضة بالرغم من أنها جملة اعتيادية تقال في مجتمعنا بكثرة، صحيح أنني لا أقولها نهائياً، وشخصياً أعتبرها غير مهذبة.

ليس لازماً أن يتقبل الجميع ثقافتك، فما تراه مناسب أن يقال، قد يراها غير أفك مفترى، فلا تحاول أن تستظرف في مكان عام مع شخص لا تعرفه نهائياً، وحاول أن تكون عباراتك موزونة، فليس الكل مثل أبيك يتقبلون هذه الكلمة، بالرغم من أن بعض علمائنا أفتوا أنها من العقوق.

ما زلت أرى نفسي أنني لم أتخطى الخامسة والعشرون وإن قال شهادة الميلاد شيء آخر، وفي ريعان شبابي، إلا أنني بدأت أتحكم في انفعالاتي بشكل أكبر، ولكن لن أتقبل أن تقال لي هذه الكلمة أبداً حتى ولو بلغت من الكبر عتيا.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.