(1)
تنسينا ضغوط الحياة أمور كثيرة، أحياناً تنسينا أنفسنا، وصحتنا، وأسرتنا، وأحياناً ننسى والدينا، نلتهي في مشاغل الحياة، ونحاول أن نكون متزنين، ولكن سرعة إيقاع الأعمال تجبرنا على أن نجاري سرعتها، وأن نواكب الحراك من حولنا، حتى وإن ضحينا بجزء من وقتنا الخاص لمزيد من العمل.
(2)
لفترات طويلة كنت أحاول في معرفة كيف استطاع معالي د. غازي القصيبي رحمه الله في أن يوازن بين المنصب ومهامه، واحترافية الموهبة، فقلما يمر عام دون أن يصدر كتاب مطبوع لأبو يارا رحمه الله، ليتبادر للذهن كيف استطاع على ذلك بالرغم من مشاغل الوزارة وتحدياتها، فلابد أن خلف ذلك تنظيم عالي للوقت، ومقدرة على التوازن في أمور الحياة.
(3)
يقول الشاعر:
والوقْتُ أَنْفَسُ ما عَنِيتُ بِحِفْظِهِ وَأَرَاهُ أسهَلَ ما عليك يَضِيعُ
الاتزان في التعامل مع الوقت وحفظه فيما يعود عليك بالنفع هو ما سيحقق لك المستحيل، فلا بد في إدارة وقتك أن توازن بين العمل واللحظات الروحانية في العبادة وغيرها، وأيضاً الأسرة وعلى رأسهم الوالدين، بالإضافة إلى الهواية، والقراءة، فاليوم وإن مضى في ساعاته فهو كافي لكل هذا.
(4)
بالرغم أننا نقضي أوقاتنا في هذا الزمن بعد العمل، ما بين سناب شات وتيك توك، وغيرها من الملهيات، وهذه وإن كانت متعتها لحظية إلا أننا يجب أن نحافظ على أن لا تخرج من وقتها الطبيعي، فساعة واحدة في اليوم كفيلة بأن نروح عن أنفسنا في الاستمتاع في هذه التطبيقات، فهي للترفيه أكثر من كونها مصدر للمعرفة والمعلومة، واستخدامنا لها جعلنا نمكن أصحاب المحتوى الضعيف من الشهرة.
(5)
في رمضان نحافظ على ساعة الإفطار في المغرب أن تكون مع من نحب، ونلتزم بها لثلاثون يوماً، فلماذا لا نجعلها عادة، وتكون وجبة أو لقاء، أو حتى فنجان قهوة في اليوم نجتمع فيها مع من نحب، جربها وستلاحظ الفرق، تذكرت حائل وجلسات بعد المغرب طوال العام، وما يطلق عليها “شبه”، وفي يجتمع بعض الأقارب لتبادل الأحاديث مع القهوة السعودية.
(6)
إذا كانت من أصحاب الهويات، وتمارس هوية الكتابة أو القراءة أو حتى لعبة كرة الطائرة أو المشي في رمضان، فحافظ على هوايتك بعد رمضان، وأحرص أن تستمر في أدائها.
(7)
الحياة مجرد لحظات، وتنسى بعدها، وربما تنسى في ركام الذكريات، فأغتنم من الحياة ما يفيدك، وما تجده في صحيفة أعمالك، ابتعد عن الانتقاص من الغير حتى وإن لم تعجبك أفكارهم، ابتعد عن اغتيابك الآخر، ولا تتاجر بالمشاعر، فلا تدري متى تندم على ذلك.
نصائح نفيسة .. طوبى لمن التزم بها ..
شكرًا جزيلًا