أترك أثراً

عندما تقرأ شعر المتنبي أو أبي تمام أو البحتري، بعد ما يقرب من الألف عام من رحليهم، فلا شك أنه سيتبادر إلى ذهنك سؤال، وتود أن تعرف كيف خلد التاريخ ذكر هؤلاء الشعراء خلال هذه السنوات، وفي المقابل هناك العديد من الذين فنوا في جيل هؤلاء الشعراء لم نسمع لهم حتى الصدى، وفي المقابل لا تجد لهم أولاداً وأحفاداً يذكرونا بهم، إنما هو أثر طيب ترك في نفوس الناس، فتناقلته حتى وصل إلينا.

ليس الموضوع حصراً على الشعراء، ولا غيرهم، وليس مرتهن بزمان أو مكان، وإنما هو مرتبط بمن يستطيع أن يترك بصمته في المكان الذي يتواجد فيه، ويترك أثراً طيباً تسير به الأحاديث ويخلده الدهر، يصنع الايجابية، ويساهم في تعزيز التفاؤل، ويصنع الفارق في أي مكان يحل فيه.

ولكي تصنع أثراً تأكد من أنك تكسب محبة من في المكان، أو أن تستمع لهم جيداً ولا تقاطعهم في حديثهم، ومن ثم تحدث بكل ثقة ووضوح، أسدي النصيحة في الوقت الذي ترى أنه مناسب لذلك، ولا تتصنع، أو تتكبر، وكن صادقاً في الحديث، وأظهر الحب للجميع، وتعامل بشكل جيد مع اختلاف وجهات النظر، وتأكد أنك ستكون الفائز بكل شيء.

وعوداً على أحديث الشعراء، ويا له من حديث جميل وشيق وممتع للنفس، فالكتابة بكل أنواعها لها سحر مختلف، ومن يمتلك الموهبة لابد أن يحافظ عليها ويستمر في تأديتها، ويحافظ على نشرها في كل مكان، وسيجد أن الجميل من القول والنظم تناقلته الأقلام، وروته الرواة، وسينتشر جيلاً بعد جيل، فهذا أمرؤ القيس خلد التاريخ ذكره، ووصلتنا أشعاره واستمتعنا بها، فاستثمر بموهبتك حتى يخلد التاريخ ذكرك.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.