حروبنا ووسائل التواصل

في تدوينة “تغيرت حياتنا” تحدثت عن نتائج الثانوية العامة وكيف تغيرت طرق الحصول عليها خلال السنوات الماضية، وليست هي الوحيدة التي تغيرت بل هناك أمور كثيرة لم تعد على حالها، ولعل جيلي يتذكر حرب تحرير الكويت وكيف كنا نحصل على أخبارها، ففي عام 1990 لم نكن نحصل على الأخبار إلا من خلال الإذاعة أو التلفاز أو الصحف، أو من خلال نقل الآخرين.

كنا نتابع الأخبار في وقت محدد، وفي لحظة معينة، ولم تكن هناك مصادر أخرى، ولو كانت المقارنة بين حرب تحرير الكويت بحرب روسيا وأوكرانيا من ناحية إعلامية، فسنشاهد الفرق من الناحية الاتصالية كبيراً، فحرب أوكرانيا لم تدع مكاناً إلا وتطل علينا من خلاله، فالقنوات الفضائية والاخبارية تغطي الحرب على مدار الساعة، والوصول لهذه القنوات سهل وسريع للجميع، بينما في حرب تحرير الكويت كانت القنوات التلفزيونية محدودة جداً، والوصول لها غير سهل، أو ربما غير ممكن.

في حرب تحرير الكويت انتقال المعلومة بصعوبة، وربما في أغلب الأحيان من خلال الأقمار الصناعية أو بالاتصالات الهاتفية الصوتية، بينما في حرب أوكرانيا فانتقال المعلومة أسرع، حيث ألغت الإنترنت الحدود، وأصبحنا نشاهد شعار أحد برامج الاتصال الصوتي والمرئي مثل skype على جميع القنوات وبدون حدود، علاوة على ذلك التكلفة لا تقارن فهي منخفضة جداً.

في حرب تحرير الكويت كان المواطن لا يستطيع نقل المعلومة بنفسه، وإذا استطاع وتوفرت له كاميرا خاصة وصور الحدث، فلا يمكن مشاهدته إلا بعد فترة طويلة، بينما في حرب أوكرانيا فمن خلال هاتف ذكي، متصل بالإنترنت، يستطيع الانسان تصوير الحدث ومن ثم ارساله لمن يشاء، أو أن ينشره بنفسه في مواقع معينة.

في حرب تحرير الكويت، كان النقاش بشؤون الحرب، وأوضاع الأشقاء في الكويت من خلال المجالس والديوانيات، أي أنه اتصال مباشر مع الأشخاص، بينما في حرب أوكرانيا فنقاش أمور الحرب من خلال الرسائل القصيرة، ومقاطع الفيديو، وأيضاً من خلال الإنترنت في تغريدات تويتر، أو مواقع التواصل الاجتماعي العديدة.

اختلفت المعادلة تماماً خلال أقل من 30 سنة، والجميل في الأمر، أننا مع كل هذا التغييرات قادرون على أن نتأقلم معها، ونعرف كيفية التعامل مع التقنيات المختلفة، وهذا ما أدى إلى سرعة الانتشار والوصول، وسهولة معرفة ومتابعة الأخبار والمعرفة.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.