“اعتزل ما يؤذيك”

قال خليفة المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبارة نستطيع أن نسير يومنا بها، وهذا العبارة نصها “اعتزل ما يؤذيك”، فأنا أفسرها بأن أترك كل ما من شأنه أن يزعجني، فمثلاً لا أتابع نشرة الأخبار لأنها أحياناً تعرض أخبار الحروب والأوبئة وهذا مزعج، لا أتابع فلان في تويتر لأن تغريداته تزعجني، لا أشاهد المسلسل أو البرنامج التلفزيوني هذا لأنه مزعج.

ومن الممكن أن نفسرها على نحو ثاني، فلا تخبر الناس بسفرك مثلاً لأنه لن تسلم من التعليقات، ولا تصاحب فلاناً لأن أحاديثه لا تناسب أفكاري، ولا تمشي مع مدخن لأنك تنزعج من رائحة الدخان، وغيرها من الأمور التي تزعجك ولا ترغب في التعامل معها فأعتزلها لما ترى أنه يسعدك.

ما شدني لأن أكتب هذه التدوينة هو حجم الناس الذين ينتقدون أحد المسلسلات الرمضانية الشهيرة، ويصفون بطل هذا المسلسل بأشنع العبارات، فلماذا لا تعتزلونه ولا تتابعونه بما أنه يؤذيك، فمقياس القبول مختلف بين البشر، فما تراه أنت فكره أو عمل غير صالح وغير مناسب، يراه غيرك مناسب ولا يتعارض مع مبادئه، علاوة على ذلك التنمر والتجريح لن يغير من الأمر شيئاً، ولو قلت المشاهدة والتفاعل مع عمل ما سينتهي مع مرور الزمن.

ومن مبدأ آخر “اعتزل ما يؤذيك” أجمل عبارة لتطبيق مبدأ التجاهل والتغافل عن كل من يسبب لك الإزعاج، فأنت بالتجاهل لا تكترث بما يقوله الآخرون، وتعيش حياتك بكل بساطة وعفوية وبدون أن تهتم لأمر أحد، فأنت لست مجبر على أن تتغير من أجل أحد، فكن كما تريد لا كما يريد الآخرين.

أيضاً مهما فعلنا لن نستطيع أن نرضي الجميع، فلا تحاول ذلك، لكن لا تكن فضاً من الناس، وعامل الناس بأريحية عالية، ليس لطلب الرضا وإنما لأن تكون أنت راضي عن نفسك، وعندها ستشعر براحة البال والسعادة الداخلية، فرضى الناس غاية لا تدرك.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.