التعامل مع الهاتف

منذ سنوات لاحظت أنه نادراً ما أتصل على زميلي “عبدالله” ويرد علي في حينها، فغالباً لا أتلقى رد منه ويعاود الاتصال أحياناً بعدها بوقت، وبعدها لمحت هاتفه وأنا بجواره في المكتب، فهاتفه النقال دائماً على الصامت، فسألته عن السبب، فقال لي أنه من سنوات وهو يضعه هاتفه على الصامت، ويتفقده بين فترة وأخرى، ليعاود الاتصال بمن يرى أن اتصاله مهم.

وفي دراسة قامت بها جامعة “نوتنغهام ترنت” في بريطانيا أن الإنسان يراجع هاتفه النقال 85 مرة في اليوم، بما معناه أن الانسان يتفقد هاتفه كل (11) دقيقة، وحسب الدراسة أن مدة المطالعة للهاتف قد تصل إلى (30) ثانية، وهذا يجعل الانسان مرتبط بهاتفه الذكي أكثر من أي شيء آخر، مما يؤدي إلى الإضرار بالصحة العامة، ومن ابرزها اجهاد العين، والصداع، وتغييرات في إدراك الألوان.

وبعد هذه السنوات من ما سمعته من زميلي، أرى فعلاً ما هي الحاجة لأن يكون هاتفي النقال دائماً في وضع الاستقبال، ودائماً متاح للاتصال، فمن يحتاجني للضرورة سيعاود الاتصال بي مره أخرى، ومن لم يكن أمره مهم سيرسل رسالة نصية أو صوتية، ومن لديه خبر سيئ سيعرف كيف يصل لي ليخبرني.

ومن سنوات راجعت وضعي مع استخدام الهاتف الذكي، صحيح أنني لم أصل إلى مرحلة أن يكون هاتفي النقال على الصامت، إلا أنني استطعت أن أقلل من استخدامي للوتساب، فالحمدلله قل ارتباطي به، فأحياناً كثيرة لا استعرض الوتساب إلا بعد ساعات، وأحياناً اتفقده مره واحدة نهاية اليوم، أو لأمور العمل الطارئة جداً.

أيضاً قللت من تصفحي لتويتر، فلا أتصفح تويتر إلا ما ندر، وأحياناً أعتمد على التنبيهات التي تصل من تويتر، وهذا ينطبق على فيسبوك أيضاً وغيره من شبكات التواصل الاجتماعي، وأيضاً اتصفح سناب شات مره واحدة في اليوم، وفي الغالب تكون في المساء عندما لا أكون مرتبط بشيء.

من خلال هذه التجربة البسيطة استطعت أن استمتع بيومي بعيداً عن ملهيات الهواتف الذكية، فاستخدامي للهاتف النقال هو للأمور الضرورية في العمل، وأيضاً للرفاهية والاستمتاع بالوقت في آخر ساعة قبل النوم، فحياتي ليست مقتصرة على الهواتف الذكية.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.