مهارات يجب تعليمها لأطفالنا

الأجهزة الذكية وأجهزة الألعاب أصبحت جزء لا يتجزأ من يومنا، وأيضاً أصبحت السمة الأبرز لأغلب الأطفال، فلا تجد طفلاً يستغني عن جهازه المحمول، أو يبتعد كثيراً عن البلاي ستيشن، أو يفارق اليوتيوب والمقاطع هناك، فتجدهم متسمرين أمام الأجهزة، والمنع من الأجهزة ليس حلاً مجدياً، فالمفترض أن نعلمهم مهارات الحياة ولا نفصلهم عنها، وفي هذه التدوينة سأستعرض معكم أهم خمس مهارات أرى أنه يجب تعليمها لأطفالنا.

أولاً: مهارات التواصل: استخدام أطفالنا للأجهزة باستمرار وتنميته الصدقات الافتراضية، يجعلنا نقف حائرين في كيفية تعاملهم مع العالم الخارجي، والوصول لهذا العالم يحتاج لتعلم كيفية التعامل مع الناس، وجهاً لوجه وليس من خلف الستار التقني، وطريقة التخاطب معهم بشكل شخصي، وأساليب فتح الأحاديث والحوارات، فبدون هذه المهارة سيفتقد الطفل أسلوب التفاعل، وسيعتقد أنه دائماً يتحدث من خلف حاجز تقني، لذا لابد من احتكاك الأطفال بقرنائهم في الأماكن العامة وغيرها، حتي يتقنون هذه المهارة.

ثانياً: حل المشكلات: ربما يتعلم أطفالنا من الأجهزة كيف يحلون مشكلة ولغز في لعبة، أو كيف يتأقلمون مع تعطل إنترنت، وهذا ليس ما أقصده هنا، وإنما أقصد أن يتعلم كيف يحل مشاكله مع الآخرين، فمن خلال مهارة التواصل، قد تنشأ بعض الخلافات، وهنا تأتي دور الحكمة التي علمناها لأطفالنا، وكيف ستساعدهم على حل هذه المشاكل، سواءً كانت شخصية مع أفراد، أو فكرية مع المجتمع.

ثالثاً: اللطافة: يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله “وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ” – آل عمران (159)، فالخلق الحسن واللباقة، وفوق ذلك اللطافة في الحديث، والمجاملة أحياناً هي ما تساعد على كسب الصداقات، وهذه المهارة يجب أن نعلمها لأطفالنا، ويجب أن يتقنوها لأنها هي المدخل لقلوب البشر.

رابعاً: التعلم المستمر: من المهم أن لا يعتمد أطفالنا على تلقي التعليم من المدرسة فقط، وإنما يجب أن يكتسبوا التعليم، ويتعلمون بأنفسهم، سواءً بتعلم مهارات يدوية، أو مهارات لغوية، أو تعلم لغات، والأخيرة مهمة جداً، فهي تتيح للأطفال تعلم الحضارات، والاحتكاك بمختلف الجنسيات، ومثل هذه الأمور تعلمها في الصغر أسرع من تعلمها في الكبر.

خامساً: الكتابة: وهذه المهارة لا تأتي بسرعة، وتحتاج إلى صبر ومثابرة، فمن المهم أن يتعلم أطفالنا كيف يكتبون، فكما قال الإمام الشافعي “وما من كاتب إلا سيفنى ويُبقى الدهرَ ما كتبت يداه”، فالكتابة هي ما تبقي ذكر الانسان وتخلده، والكتابة تحتاج لأن نعلم أبنائنا القراءة أيضاً، فهي هواية ومهارة صعبة المحافظة عليها، ولكنها تنمي مدارك الفكر، وتوسع التفكير.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.