المدونة وأبنتي

(1)

بالأمس لم أنشر التدوينة في وقتها، ولم أبدأ في كتابتها نظراً لعائق صحي معني من استخدام الكمبيوتر، ولكوني ومع كل التحديات التي مررت بها طوال السنوات الماضية، إلا إني حافظت على استمرار التدوينة الرمضانية من عام 2008 وإلى الآن، فأكثر من 13 سنة وهذه التدوينة تصلكم، بعضها تعدى الحدود، والبعض الآخر لم يتجاوز أسوار المدونة، والأكيد أنني أسعد بها وأتشوق إلى رمضان لأكون معكم بشكل يومي.

(2)

وقبل أمس انتقدت ابنتي منهجهم الدراسي وأنهم يتعلمون كيف ينشؤون مدونة، وكانت تتساءل من بقي يستخدم التدوين حتى الآن، وهذا يفسر توجه الجيل الجديد الذي يعتمد على المعلومة السريعة الذي يحصل عليها من تويتر، والمعلومة المرئية الذي يحصل عليها من سناب شات، وغيرها من الوسائل الحديثة التي لا تقدم المعلومة الكاملة والسليمة والدقيقة.

(3)

المهارات تختلف من شخص لآخر، ويجب علينا الحرص على تعليم أبنائنا في سنين عمرهم الأولية على هذه المهارات، فمهارة الكتابة تتطلب أن يحرص الأبن على القراءة وأن ننمي فيه هذه العادة، ومهارة التواصل تتطلب أن نساعد ابننا على طريقة التخاطب مع الآخرين، وأن لا ينتقص منهم شيء، ومهارة الإلقاء لها متطلباتها الخاصة، ولعلي أكتب تدوينة أخرى عن المهارات التي أرى من وجهة نظري أنها مناسب لأبنائنا.

(4)

التدوين هو مهارة أيضاً، تتطلب أن يكون المدون مطلع، وقادر على الحفاظ على التواصل الفعال مع الجميع، وقادر على الكتابة، والتسويق ليستطيع الترويج لمدونته، فبعده عن هذه المهارات بالتأكيد لن يتجه للتدوين، لذا من ضهور التدوين قبل سنوات لم يستمر الكثير فيه، وليس هذه هي الأسباب فقط، وإنما هناك سبب جوهري آخر، وهو الجمهور الذي يتفاعل مع كتاباتنا، فبدون الجمهور لن تجد من يتحمس للتدوين.

(5)

حتى وإن انتقدت ابنتي بناء المدونات، سأبقى أدون حتى أحقق ما أصبوا إليه، ولعلي أجد متسعاً من الوقت حتى أذهب للخطوة القادمة في التدوين.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.