زملاء سنوات العمر الأولى

(1)

في التدوينة السابقة تحدثت عن زملاء مقاعد الدراسة، فمن سنتين حاولت أن أبحث عن زملاء الثانوية، أن أجمعهم وألتقي بهم، وبحكم أنني انتقلت من سنوات عديدة من الحي السكني الذي درست فيه إلى حي آخر، استطعت التواصل مع راجح وعلي، وأنشئنا قروب وتساب، كلاً منا شق طريقة العلمي والمهني، والحمدلله أن العلاقة الشخصية كانت أروع ما يكون.

(2)

وعلى صعيد آخر وبحكم أنني درست الماجستير خلال سنوات التي عصفت بها وسائل التواصل الحديثة، وتخرجت منه قبل سنتين، فزملاء تلك المرحلة تجمعني معهم الكثير من الذكريات والتحديات، وها نحن نجتمع في قروب وتساب واحد منذ إنشاء المجوعة، بالإضافة إلى أن الزملاء في المجموعة يجتمعون باستمرار.

(3)

بداية الشهر الفضيل وصلتني رسالة من أحد زملاء مراحل الدراسة ما بعد الثانوي، وكانت أن زميلنا فهد الشملان توفي محرماً في الميقات، كانت الخبر بمثابة الصدمة بالنسبة لي، رحم الله فهد وغفر له وجعل قبره روضة من رياض الجنة، فقد كان طيب النفس، صادق وخلوق، ولم أرى طول فترة الدراسة ما يزعج منه، فاللهم ارحمه وأغفر له وتقبله.

(4)

مهما تباعدت المسافات سنذكر من كنا معهم في بداية حياتنا جيداً، وسنذكر الجميل منهم دائماً، وهذا ما يبقى من المواقف، فبالرغم من أنني أحاول أن أتذكر السلبيات إلا إنني لا أجدها، فهؤلاء الزملاء يعرفون بداياتنا والتحديات والصعوبات التي تغلبنا عليها، والكثير من حياتنا.

(5)

ستبقى سنواتنا الأولى التي لم نحمل بها أي التزامات، ولم نتعرف على أحد لغرض مالي أو لمصلحة عامة، هم من تحن لهم الذكريات، حتى وإن كانت الصداقة مرتبطة بسنوات الدراسة الأولى، ومن حافظ واستمرت معه تلك الصداقة فبالتأكيد سيجد صديق لم تلده أمه.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.