خلال المواسم الأخيرة قاتل نادي النصر السعودي كثيراً على المراكز المتقدمة سواءً في الدوري السعودي للمحترفين فهو الوصيف في الموسم المنصرم والبطل في الموسم الذي سبقه، أو في كأس الملك حيث لعب هذا الموسم في نصف النهائي والوصيف في الموسم السابق، أو في كأس السوبر حيث كان البطل في الموسمين السابقين، بينما لم يقدم المأمول منه في الدوري الحالي.
دائماً ما كنا نردد كمحبين لنادي النصر أنه بمن حضر، وهو فعلاً كذلك، ودائماً ما يثبتها، وعندما دفعت مبالغ مليونيه قبل بداية هذا الموسم لاستقطاب العديد من اللاعبين تدهور مستواه حتى وصل لقاع الترتيب ومن ثم انتفض وعاد مره أخرى، ولكن هذا لا يعني سوء اللاعبين، وإنما لم يكن الفريق بمجمله متفاهم وغابت روح الفريق، مما قتل المتعة، ومع ذلك ما زلت متفائل بأن نادي النصر سيصنع الفرق مهما تراجع مستواه.
على الرغم من أن هذا الموسم 2021 كان مختلفاً عن المواسم السابقة، فتأثير كورونا تجاوز كل الحدود، واستهلك جهود اللاعبين، ورأينا مباريات بدون مدربين، بالإضافة إلى الحملة التصحيحية المالية التي تقوم بها وزارة الرياضية لحوكمة الأوضاع المالية للأندية السعودية، وذلك استعداداً لخصخصة الأندية، كل هذا أدى لموسم متذبذب ليس على النصر فقط بل على كل أندية الدوري، وهذا ضريبة التصحيح في بدايتها.
ومع الإجراءات التصحيحية التي تقوم بها وزارة الرياضية، سواءً بتعزيز الكفاءة المالية للأندية وربط شهادة الكفاءة بتعديل وضع الديون، أو من خلال تحميل مجالس إدارات الأندية ورؤسائها التنفيذيين مبدأ المسؤولية القانونية، أو حصر التعاقدات بما لا يتجاوز ميزانية النادي، فأنا متفائل جداً بالموسم القادم من الدوري، فالأندية تعلمت الدرس جيداً، وستسعى في الصيف لتحسين أوضعها، والتفكير كثيراً قبل التعاقد مع أي محترف أجنبي، وذلك لعدم تحميل الأندية أي أعباء مالية.
لا شك أن نادي النصر السعودي خذلنا في أول مبارياته بالأمس في دوري أبطال أسيا بالخروج متعادلاً من أمام الوحدات الأردني، إلا أنني متفائل بصناعة الفارق في باقي المباريات بالرغم من صعوبتها، والتأهل للدور الثاني من الباب الأصعب، ليبقى النصر ومهما حصل هو النادي الأهم في الكرة السعودية، سواءً بجمهوره الواعي، أو بشعاره الدائم “النصر بمن حضر”.
