أيام وتعود

ذات الأيام تتكرر، وتكرر معها ذكرياتها سواءً كانت جميلة أو مزعجة، وتأتي معها أنغامها وترانيمها، في رمضان الماضي كنا في حجر فلم نكن نغادر المنزل إلا ما ندر، واختلفنا في رؤيتنا لهذه الأيام، فمنا من لم يستطع التأقلم معها، وصارع البقاء في المنزل، ومنا من تجاوز تيك الأيام بقليل من الانزعاج، واليوم نتأمل كيف عاد علينا رمضان بأفضل حال.

بالنسبة لي لم تكن أيام الحجر مزعجة، بل كانت خلوة مع النفس، راجعت فيها الكثير من الحسابات، واستفدت من الكثير من التجارب، وغيرت العديد من العادات، وتحقق التوازان الداخلي، وما ساعدني على ذلك أنني لست من رواد الاستراحات قبل الحجر، وإنما يعجبني المكوث في المنزل، والحياة العائلية.

تجربة جديدة تعايشنا معها جميعاً، مرت سنتها الأولى، وها نحن ننتظر أن نتجاوز سنتها الثانية، وبالتأكيد سنتجاوزها بحلوها ومرها، فمن يفقد الأمل لا يستطيع التأقلم مع الحياة، فالتفاؤل هو كلمة السر الأولى والأهم لتجاوز الصعوبات، بعد الاتكال على الله سبحانه وتعالى.

السنة المنصرمة لم تكن مزعجة من ناحية الجائحة، بل أراها إيجابية، علمتنا كيف هي دورة الحياة، وتداول الأيام، فمن رخاء وحياة رغيدة نتجول فيها بدون حدود للمكان والزمان، إلى حياة لا تثق فيها مع من بجوارك، لا تستطيع الثقة بالسلام على أحد خوفاً من انتقال العدوى إليك، نتحاشى فيه الكثير من المتع الحياتية من أجل أن ننعم بصحة جيدة، فالصحة هي الأهم من أي أمر آخر.

مازلنا لم نعود بشكل كامل للحياة الطبيعية، نفتقد حرية السفر والتنقل، ونفتقد “حلاوة اللقاء”، لكن المشاعر لن تتغير، من نحبهم ومن لا نحبهم نخاف عليهم من الإصابة بالفيروس، ونخاف منهم أيضاً، وهناك أمل أن نعود ونعتلي في السماء، نتجول بين المطارات، ونحن في حياة رغيدة، وصحة وسلامة.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.