هوية “ابشر” الرقمية ومستشار غارتنر

في مكالمة مرئية مع أحد المستشارين والمحللين التقنيين لشركة غارتنر (Gartner)، كان نقاشنا حول أبرز التوجهات التقنية لعام 2021، وما هي التقنيات المناسبة التي نتوجه لها ونتعامل معها في القطاع الذي اعمل فيه، كانت أول التوجهات التي تحدث معي خلالها متعلقة بالهوية الرقمية، وآلية وطريقة تنفيذها والتحديات التي من الممكن أن نواجهها في حال توجهنا لهذا المسار.

وعند استعراضه للدول التي تمكنت من تفعيل الهوية الرقمية للمواطنين، تذكرت أننا في السعودية دشنا ومن خلال النسخة الحديثة من تطبيق “أبشر” هوية المواطن الرقمية، ليتحول النقاش إلى التجربة السعودية كونها من الدول القليلة التي طبقت هذا المفهوم، بل أنها سبقت العديد من الدول الأوربية في ذلك، ليطب مني مستشار غارتنر مزيداً من التفاصيل حول هذه النجاح، ليدونه في سجلاتهم الاستشارية، وتوضع السعودية من الدول الرائدة في الهوية الرقمية.

هذه المكالمة التي قدمت من خلالها للمستشار التقني معلومات عن أحد منجزات بلدي التقنية، جعلتني أتسائل كم من تجربة نفذت في السعودية ونجحت، وتجاوزت العديد من البلدان في ذلك، ومع ذلك لم يتم توثيقها أو تقديمها كحالة دراسية، توثق من ضمن التجارب الرائدة، وبلدنا لا يخلو من هذه الإنجازات.

أيضاً لماذا لا نكون سفراء لبدنا في تقديم منجزاته للعالم، ونكون المصدر الأول للتسويق لهذا الوطن الغالي، ولعلنا نتذكر كيف أن خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قدم درساً قيماً للجميع في اللقاء الأول له مع الرئيس الأمريكي السابق دونالاد ترامب وهو يعلمه تفاصيل هويتنا، ليلهم شبابنا بأن لا يتأخروا في الاعتزاز بالهوية والقيم السعودية ونشرها للعالم.

نحن بحاجة لأن تتولى أيضاً وزارة الإعلام توثيق إنجازاتنا ونشرها بالطرق التقليدية المباشرة، والطرق غير المباشرة، ومن أمثلة الطرق غير المباشرة أن تجعل غيرك يتحدث بالنيابة عنك كدولة رائدة، فلو روج لمبادراتنا ونجاحاتنا التقنية لدى شركة الأبحاث غارتنر مثلاً، والتي تمتلك أكثر من 2000 محلل ومستشار تقني  متفرغين لخدمة عملاء الشركة حول العالم والذين يزيدون عن 14 ألف عميل، ويقدمون لهم الاستشارات التقنية والتجارب العالمية، ليكون هؤلاء المستشارين سفراء يتحدثون عن تجاربنا التقنية ومن أشهر أمثلتها منصة مسار، ومنصة فسح، وأبشر وغيرها الكثير.

دائماً الألف ميل نبدأها بخطوة، وبالنسبة لي بدأت هذه الخطوة مع المستشار البريطاني، وتواصلت مع غارتنر الرياض لتوثيق هذه النجاح، وحثهم على التواصل المباشر مع القائمين على هذا العمل في مركز المعلومات الوطني، فلكنا سفراء للوطن.

سجل أعجابك
Share

انضم إلى المحادثة

تعليقين

  1. طابت أوقاتك أخي المهندس محمد
    موضوع جداًً هام و شيّق و فعلا نحن نعيش في بيئة مبهرة تقنياً و رقميا و تدعو للفخر و الاعتزاز بمنجزات وطني الغالي و ندعوا الله أن تكون فأل خير و بركه لنا و للمسلمين..
    تقبل وافر تحياتي و تقديري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.