لو نظرت إلى حياتك قبل خمس سنوات، وحياتك اليوم ستجد اختلافاً كثيراً، فبالتمعن ستجد أنك بدأت تتحول لتكون إلكترونياً بالكامل، ستجد أن اعتمادك على الهاتف الذكي زاد بشكل كبير، وستجد أنك تتنقل من تطبيق إلى آخر، فبعد التطبيقات الخاصة بالعمل، ستذهب إلى تطبيقات التواصل وتخاطب العائلة والأصدقاء من خلالها، وحتى تطبيقات الطلبات ستجد أنك استخدمت على الأقل تطبيق واحد، وأيضاً تطبيقات التسوق الإلكتروني.
ومن التطبيقات التي غيرت حياتنا تطبيقات الصحة الإلكترونية، فمن خلال مكالمة مرئية أو محاورة بالرسائل النصية من طبيب مختص من خلال تطبيق صحة، سيكتب لك الوصفة الطبية ويرسلها لإحدى الصيدليات المعتمدة من وزارة الصحة، وما عليك إلا التوجه للصيدلية لاستلام الدوام، وشخصياً جربت هذا التطبيق خلال الأشهر الماضية، ولمست فائدته الجمة في إحدى السفرات الداخلية.
وغير ذلك وخلال الشهرين الماضيين، لمسنا كيف غيرت التقنية حياتنا، حيث أننا في الحجر المنزلي نمارس أعمالنا من خلال برامج الاتصال عن بعد والوصول لحاسبتنا في مكاتبنا، وأيضاً عقد الاجتماعات المرئية والصوتية من خلال تطبيقات Webex و Zoom وغيرها، بالإضافة إلى إدارة فرق العمل من خلال تطبيقات MS Teams، بالإضافة إلى الوسائل التقنية الأخرى.
التقنية مستمرة في تغيير حياتنا، وخلال السنوات القادمة سنلحظ كيف سيصبح الذكاء الاصطناعي هو المحرك الرئيسية للأعمال، وبالطبع هذا يحتاج لكم هائل من البيانات تمكننا من التنبؤ بما سيحدث، وخلق وابتكار خدمات جديدة مبنية على البيانات، وسابقاً كتبت ثلاث تدوينات عن الثورة الصناعية الرابعة وكيف ستغير في حياتنا وأعمالنا بإمكانكم الرجوع إليها.
لذا فعلينا تغيير أساليبنا في الحياة لأن تكون إلكترونية، وتفعيل التقنيات المختلفة من حولنا، ولا ننتظر أن نجبر على التغيير، فالتقنية تساهم بشكل متصاعد في تغيير كل شيء، ولعل لنا في التعليم أسوة حسنة، فلو لم تعمل وزارات التعليم من حولنا على تفعيل قنوات التعليم الإلكتروني منذ زمن، لم تكن لتستطيع التعافي بسرعة وتفعيل التعليم عن بعد في هذه الجائحة.
إذاً لا بد من العمل بشكل مبكر لكي نستوعب التغيير مبكراً، فالفترة القادمة ستشهد تغيرات كثيرة، فإذا لم نستوعب التحول مبكراً سنجد أننا في آخر السرب، ومن هذه التحولات الروبوتات وطريقة تقديم الخدمات من خلالها، فخلال السنوات القادمة ستلاحظون كيف تتغير حياتنا بشكل كبير بالاعتماد عل مخرجات الذكاء الاصطناعي.
