لا يكاد يمر اليوم بدون تعليق على الدوري السعودي هذا العام، حتى في الاجتماعات الرسمية فدائماً يأتي التشبيه بنادي النصر لأنه حسم الدوري في الجولات الأخيرة بعد أن كان نادي الهلال هو المتصدر منذ بداية الدوري، وهذا يدل على أن الموسم الرياضي المنصرم كان الأفضل على الاطلاق، وأن الفريقين أعادا إلى الأذهان ذكريات النجوم الكبار وأحاديثهم التي لا تمل.
عزيمة الكبار هي الحافز الأساسي لتحقيق المستحيل، فالموسم الرياضي السعودي المنصرم كان استثنائياً بكل المقاييس، لا من ناحية قوة الفرق، فإضافة سبع محترفين غير سعوديين للأندية أضاف كثيراً إلى قوة التنافس، ولا من ناحية التغيير في المراكز مع ثبات المتصدر أغلب فترات الدوري، وأيضاً المنافسة الشرسة في بداية الدوري بين النصر والهلال والشباب والأهلي، حيث لم يحسم وضع المنافسة إلا في النصف الأخير من الدوري، حيث خرج من المنافسة الشباب والأهلي، وأخيراً المنافسة على مراكز الوسط، وأيضاً مراكز الهبوط، وهي الأخرى لم تحسم إلا مع نهاية الدوري.
الاجتهاد في العمل هو الصبغة التي ستحقق النجاح، أيضاً العمل الدؤوب، والتوافق التام بين عناصر الإدارة في الأندية، ولا ننسى الإعلام الذي أختلف كثيراً في هذا الموسم عن المواسم السابقة، من خلال الشبكات الاجتماعية ومقاطع الفيديو التي تنشر هناك، وتزيد من ارتباط المشجعين بالنادي، وعلاوة على ابداع نادي النصر طوال الموسم في المستطيل الأخضر أبدع أيضاً في هذا الجانب، بل وتميز وربط جمهوره بالنادي من خلال مشاركتهم في أدق التفاصيل اليومية لناديهم.
انتهى الموسم الرياضي بكل تفاصيله وإثارته، ورياضة بدون إثارة لن تحقق المبتغى، ولن تصل إلى هدف، فالإثارة هي المتعة الحقيقية في الرياضة، لكن لا يجب أن تخرج الرياضة عن حدودها، وعن المساحة المسموح بها للنقاش، فلا ينبغي أن نخسر الأقرباء أو الأصدقاء بسببها، هي لعبة للاستمتاع وليس للبغضاء.
التخطيط منذ وقت مبكر هو ما سيساعدنا على النجاح، والفرق التي خططت للموسم المنصرم مبكراً هي من حالفها الحظ، لذا الاستفادة من الدروس مطلب مهم جداً، والبدء في التخطيط من الآن، من خلال مراجعة نقاط الضعف والقوة للنادي في الموسم المنصرم ومعالجتها مبكراً، خصوصاً وأن هذا الموسم الرياضي الجديد سيبدأ مبكراً جداً، أيضاً الفرق المنافسة في البطولة الآسيوية والتي لن تتمتع بفترة راحة كبيرة ينبغي عليها الموازنة في الجهود لكي تحقق ما تصبوا إليه في الموسم القادم.
