العمل الرياضي لا يكون فقط داخل المستطيل الأخضر، وإنما هناك جوانب كثيرة له، إن تم إغفالها فلن يستطيع النادي تحقيق الانتصارات، والتكامل بين هذه الجوانب يساعد الفريق لتحقيق النجاح، ولعلنا نستفيد من الموسم الرياضي السعودي الذي انتهى قبل يومين، فالفريق الذي كان متصدر الدوري منذ بدايته انتهى ولم يستطيع الصمود في آخر الجولات، بينما الوصيف الذي وصل الفرق بينه وبين المتصدر إلى (٩) نقاط، استطاع الحصول على الدوري في آخر الجولات.
أول هذه الجوانب هي الأمور الإدارية، فالفريق الناجح تقف خلفه إدارة قادرة على صناعة الفريق، فالاهتمام بالأمور المالية وعدم السماح بتأخر مستحقات اللاعبين له دور إيجابي في استقرار أداء اللاعب، وأيضاً ضبط العمليات الغذائية، وضبط الأمور الصحية للاعبين يحتاج إلى إدارة ناجحة، ولنا في قصة المنشطات الأخيرة خير مثال، فالإدارة الناجحة يجب أن تهتم بالأمور الصحية والأدوية الطبية التي يستخدمها اللاعب، وتزود اللجان بها قبل أن يأتي كشف المنشطات، حتى لا ينتهي مستقبل اللاعب بسبب خطأ إداري.
الإدارة هي العنصر الأساسي في الكثير من الأمور، فبدون إدارة لن نستطيع تحقيق النجاح، فالإدارة مسؤولة عن التخطيط، والتوجيه، والتنظيم، والمراقبة، وإذا أختلت أحد هذه الجوانب أختل العمل كاملاً، ونستطع أن نقول أن الإدارة هي التنسيق بين الإمكانيات المتاحة وجهود الأفراد، لتحقيق الأهداف وتحقيق التطور للكيان.
وهذا ما حدث مع نادي النصر السعودي هذا الموسم، استطاع أن يعالج المشاكل التي حدثت له أولاً بأول، برؤية إدارية واضحة، وتأني في كثير من الأمور بدون أن يبتعد عن الهدف، حتى حقق النجاح، بينا نادي الهلال تعثر جراء الكثير من الأخطاء الإدارية، فبعد أن كان منافس على أغلب البطولات خسر جلها وبإخطاء بسيطة.
العامل النفسي للاعبين عنصر آخر مهم في الإدارة الرياضية، فيجب أن يكون اللاعبين دائماً مهيئين وجاهزين، ولا نتركهم لتتضاعف مشاكلهم، فلابد من العمل المستمر على تجديد روح الانتصار لديهم، وضمان عدم تأثره بالتغييرات، وشحذ همهم للتحقيق الانتصارات، واخراجهم من غياهب التشاؤم إلى أفق التفاؤل، ومحاولة ثباتهم لتحقيق الهدف.
انتهى الموسم الرياضي بالكثير من الدروس، والكثير من الآمال، نجح فيه من عمل بروح الفريق الواحد، وخسر من دبت الفوضى في جسده، وشاعت الفرقة بين أعضائه، ليخرج بخفي حنين.
همسة
ستخسر إن ركزت على صغائر الأمور
