الثورة الصناعية الرابعة (أمثلة بسيطة)

المرحلة التي نعيشها هي مرحلة اندماج التقنية بالحياة العامة، وهي ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة، حيث أصبحت التقنية جزء لا يتجزأ من حياة البشر، فغيرت في الكثير من نواحي حياتنا اليومية، حتى أصبح الهاتف النقال العنصر الأهم لنا، فبدونه لا نتحكم بنواحي الحياة المختلفة، فهو الوسيلة التي تربطنا بالعالم، وتسهل علينا حياتنا اليومية بدءً من طلبات الطعام، وانتهاءً بالتعامل مع وسائل النقل المختلفة.

من أبرز عناصر الثورة الصناعية الرابعة ما يسمى بإنترنت الأشياء (IOT)، وهي طريقة تتيح للأجهزة التحدث مع بعضها، فمثلاً في الحياة العامة يستطيع الانسان التفاهم مع سيارته من خلال هاتفه النقال وتشغيلها ذاتياً، أيضاً يستطيع المكيف متابعة حالة الطقس ومن ثم تغيير درجة التكيف بناءً على هذا التغير، وغيرها من الأمثل التي تسهل الحياة اليومية.

ونستطيع أيضاً استخدامها في مجال العمل فمثلاً يمكن استخدامها في الرعاية الصحية من خلال رصد التغييرات الحيوية اليومية التي تحدث على الانسان من خلال ساعته الذكية، وارسالها لأجهزة المستشفى عبر الانترنت ليطلع عليها الطبيب ومن ثم يتابع الحالة بدون حضور المريض، وأيضاً تساعد في ترشيد الطاقة في المباني من خلال رصد الحركة وإطفاء الإنارة بشكل تلقائي في حالة عدم تواجد أحد، هذه أمثلة بسيطة والإبداع خصب في هذا المجال.

ومن عناصر الثورة الصناعية الرابعة ما يسمى بالروبوتات، ولا ينحصر التفكير هنا بالإنسان الآلي وإنما يتعدى ذلك إلى الكثير من الآلات التي تعمل عن بعد وقادرة على تعليم نفسها وتغيير مكانها، ومن أمثلتها القوية الطائرة بدون طيار التي باتت تستخدم في الكثير من الأماكن وتؤدي العديد من المهام.

ونستطيع دمج العنصرين السابقين من عناصر الثورة الصناعية الرابعة انترنت الأشياء والروبوتات وعملهم معنا في مثال عملي وبسيط حيث تستطيع طائرة الدرون – والتي لا يتجاوز سعر المتوسط منها مبلغ ١٠٠٠ دولار- من التحليق وتصوير الأماكن والأراضي والحركة ورصد احداثياتها، ومن ثم تقوم هذه الطائرة بإرسال الصورة إلى الخوادم والتي بدورها تحلل الصورة وتقارنها بالصور السابقة لذات المكان وترصد الاختلافات، ومن ثم تحديث مواقع الخرائط أو تحرير المخالفات إلكترونياً ورصدها آلياً على صاحب المكان بدون الحاجة لوجود دعم بشري.

ما دفعني للحديث عن هذه الموضوع هي الصورة في الأعلى والتي وردتني من صديق بالأمس، والمعبرة عن تغير كبير في الحياة حيث أصبحت الآلات قادرة على التعلم والتطوير وتحسين نفسها، بينما البشر أصبحوا مستهلكين، وبالتالي ستتحول الأعمال إلى أعمال تقنية أكثر، بينما ستتحول الأعمال الأخرى إلى أن تنفذ من خلال الآلات وهذا قد يكون مؤشر لبطالة جديدة.

سجل أعجابك
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.