الثورة الصناعية الرابعة (حياتنا اليومية)

في التدوينة السابقة تناولنا موضوع الثورة الصناعية الرابعة وكيف أنها بدأت بتغيير حياتنا لتكون أكثر بساطة، مع وجود الكثير من التحديات الكثيرة معها، وبودي هنا لو اذهب بالخيال إلى البعيد قليلاً، فكيف ستكون حياتنا بعد سنوات من الآن، مع التغير التي ستحدثه الثورة الصناعية الرابعة.

من أحد عناصر الثورة الصناعية الرابعة ما يسمى بالبلوكشين والذي ظهرت أول تطبيقاته في نهايات 2008 بداية 2009 حيث ظهرت عملة البتكوين والتي تلغي دور البنوك تماماً، حيث تتبادل العملة من خلال الإنترنت وبدون وجود وسيط، كذلك يتم توليد العملة مباشرة على أجهزة الحاسب فهي إلكترونية ومحدودة، أو تستطيع شرائها، وما أعقب هذا التحول في الأعوام التالية من ارتفاع في سعر عملة البتكوين والذي يقارب الآن 23 ألف ريال سعودي.

وهذا قد يعطينا تصور مستقبلي للتعاملات المالية فمن الممكن أن يلغى دور البنوك تماماً، وتصبح عمليات الدفع بالكامل جميعها من خلال الإنترنت، بل من الممكن ألا نشاهد العملات الورقية وتكون بالكامل إلكترونية، وما نشهده اليوم من تحول في حلول الدفع والتي أصبح تنفيذها من خلال الهاتف وبدون الحاجة لحمل بطاقات ائتمانية أو حتى نقود ورقية.

أيضاً من سنوات بدأنا نفقد جزء من خصوصيتنا، وهذا أحد ارهاصات الثورة الصناعية الرابعة، مما يدلل أننا مقبلين على تحديات أكثر في الخصوصية، ومن الممكن أن نستغني عنها بشكل كبير، فالشركات التي نتعامل معها من خلال الانترنت كثيراً ما تحصل على البيانات التي تريد منا بدون أن نمانع في ذلك، فهي تعرف اهتماماتنا من خلال البحث في الإنترنت، وتعرف تنقلاتنا من خلال مواقع هاتفنا النقال حيث أننا سمحنا لمواقع الخرائط بمعرفة مكاننا، بل وتعرف مكان إقامتنا من خلال بقاء هاتفنا النقال في ذات المكان لأكثر من 6 ساعات وهي ساعات النوم، وفي حالة عدم الاستغناء عن جزء من الخصوصية فلن نستطيع التعامل مع الحياة المعاصرة.

التواصل المباشر أيضاً مهدد بالانقراض، حيث أصبحت علاقاتنا الانسانية موجودة في هواتفنا النقالة، فالأصدقاء الافتراضيون أصبحوا هم السمة الأبرز لمعارفنا، فقط قم بحساب كم لك من صديق افتراضي يشاركونك يومياتك في twitter أو Snapchat أو غيرها وقارنهم بالأصدقاء الفعليين وستلاحظ كيف تحولت علاقاتنا الإنسانية إلى نفق منتهي، وهذا سيحرمنا مستقبلاً من طعم اللقاء كما يقول الإعلان التلفزيوني الشهير.

وأخيراً هل تجبرنا الثورة الصناعية الرابعة على إعادة تعريف الإنسان، والتفرقة بينه وبين الآلات، حيث أصبحت الآلات قادرة على التعلم وزيادة المعرفة.. ننتظر ونرى.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.
Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.