العاصوف.. وأحاديث لا تمل


كرصد للحالة الاجتماعية التي كانت في السبعينات الهجرية أرى مسلسل “العاصوف” قدم صورة جيدة للوضع العام لمجتمع الرياض، ورصد العديد من الأحداث وحبك خيوطها بشكل مقبول، وقدم المجتمع بكل تجرد وبدون مبالغات، فيه السلبيات والايجابيات، وتغلب الايجابيات على السلبيات.

إلا أن هذا الرصد شابه بعض الاشكاليات من ناحية عدم التركيز على بعض الخطوط الدرامية، بل قدمها كفكرة فقط بدون تفصيل، فبعض الخطوط تأتي مع الأحداث المتسارعة على استحياء لإكمال المشهد، ومنها على سبيل المثال الوسائل الترفيهية وجلسات السمر التي كانت في تلك الأحداث، فالمسلسل بدأ بوجود السينما، ثم لم يعد لها أي ذكر، وانتهى بجلسات السمر بدون الخوض في تفاصيلها.

“راشد” هو الآخر خط درامي غامض ولد في إحدى الحلقات، ولم يكتمل عرض الخط الدرامي، ربما لقلة التفاصيل، وانتهى في حلقة أخرى، بينما كان من الممكن أن حكايات تغريره بالمجتمع والبسطاء أن تصنع بعداً مختلفاً في المسلسل، فكان من الممكن صياغة حبكة درامية توصل الرسالة بشكل أوضح وتؤدي دورها في التوعية عن هذه الممارسات.

وأيضاً “البندري” وقصتها، وحكايات المرح غير المقبولة دينياً ولا اجتماعياً، كانت خط ضعيف جداً وبدون تفاصيل، فقط إيماءات من هنا وهناك، وهذا الخط من وجهة نظري لو أعطي حقه لكان من أكثر الخطوط الدرامية في المسلسل إثارةً وتشويقاً.

إمام المسجد خط أقرب للسرد منه للدراما، وغير السعوديين وتواجدهم في تلك الفترة خط درامي ضعيف جداً بالرغم أن قصصهم كثيرة ومن الممكن أن تضع في المسلسل بعداً درامياً مختلف، وأضف إلى ذلك بيئة القرى والتي يسمونها أهل السعودية إلى هذا الوقت بـ “الديرة”، لم يسلط عليها الضوء بشكل جيد.

حياة بعد الزواج للشباب المتعلمين رصدها المسلسل بشكل جيد مع نقص في التفاصيل، من خلال خريج خارج المملكة والمتمثلة في شخصية “محسن”، وخريج جامعة محلية والمتمثلة في شخصية “خالد”، ولكن لم يحبك المسلسل الخط الدرامي بشكل جيد حيث جاء بعرض حكايات شارع الوزير على استحياء.

الشباب غير المتعلم والمتمثل في شخصية “حمود”، وبالرغم من وضوح الشخصية بشكل جيد، إلا أن هناك الكثير من الحكايات التي لم ترصد في هذا الخط الدرامي، إلا أن هذا الخط الدرامي أوضح العديد من القصص، فهمنا من خلالها الشخصية بشكل أكثر من جيد، ولا ننسى هدوء بعض حلقات المسلسل التي لا تحمسك للمتابعة.

تقييمي للمسلسل بعد أن انتهت (22) حلقة منه حتى الآن هو (7/10)، فما ذكر في هذه التدوينة لا يلغي أن المسلسل خرج عن المألوف وقدم لنا صورة جيدة للرياض من عام 1970 إلى 1975.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.