الإدارة المتذبذبة


التذبذب في الإدارة أمر قاتل للإنجاز، أمر من الممكن أن يحول الولاء إلى نقمة، ويحول الإخلاص إلى جحيم غير مستساغ، ومن الممكن أن يفقد المدير تجاوب الموظفين، بل ويحث الموظفين على التقاعس عن العمل، وعلى عدم المبالات فيه، وهذا سيجعل الإدارة تقف حائرة بين عدم وجود انجازات فعلية، وكثرة عدد الموظفين.

التذبذب ليست سمة حميدة في كل شيء، فالإدارة المتذبذبة في قراراتها، ستخسر ثقة الجميع فيها، وسيأتي اليوم التي تفقد فيه ثقة المسؤول الأول وهنا ستكون العواقب وخيمة، حيث ستقل الاعتمادات للمشاريع، وستصبح الإدارة محل عدم مصداقية، ويبدأ التفكير في التغيير لعدم الكفاءة.

من المهم أن يراعي المسؤول الفروقات الشخصية بين الموظفين من خلال دراسة الشخصيات والاهتمام بتعزيز الألفة بينهم، ولا يكون الحرص على تعزيز التفرقة بينهم، والتذبذب في القرارات، والميل للأهواء الشخصية، والبعد عن الاحترافية في العمل، بل يحاول تدريبهم وتشجيعهم وتطويرهم، فهذا من أهم أدوار المدير.

في وقت سابق عملت مع إدارة كان همها الأول إطلاق المشاريع التقنية وقطف ثمرة الانطباع الأول للمسؤول، بدون أن يكون هناك رأي للمستفيدين من الأنظمة، والذين سيعملون عليها، مما جعل الأنظمة تطلق وتركن على الرف بدون أي فائدة حقيقية منها، وهذا ما جعل المسؤول الأول يقول “أرى أنظمة كثيرة تدشن، ولا أرى أي أثر لها”، من هذه النقطة بدأت الإدارة في فقد ثقة المسؤول الأول.

وأيضاً عملت مع إدارة أخرى كان رأيها يتغير بتغير مواقع القوى، بدون مراعاة لمصلحة الجهة التي يعملون بها، مما أدى إلى أن تخسر الجهة الكثير من مكتسباتها المهمة، وتعود إلى نقطة الصفر.

وعملت مع إدارة همها أن تنتهي العمل بدون الحفاظ على الاستمرارية، مجرد مشروع له بداية ونهاية، الأهم تحقيق التاريخ، وهذا أدى أن تخسر كل شيء مع أول منعطف تغيير وتبديل في القيادات.

وعملت مع إدارة همها أن يكون الرأي لها وحدها، أما غيرها فاعلمه من باب رفع العتب، ولكي تظهر هذه الإدارة بمستوى العمل الجماعي، مع أن العمل الجماعي أبعد ما يكون عنها.

كل هذه المختصرات القصيرة أذكرها هنا للاستفادة أولاً، ولكي نعلم ثانياً أن التوازن من أهم الأمور المطلوب أن تكون في الإدارة، التوازن الداخلي أولاً، والتوازن في العلاقات الخارجية، والحفاظ على أن يكون العمل مشترك، والرأي واحد، والرسول صلى الله عليه وسلم قال “لَا تَجْتَمِع أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَة”.

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.