حوار الأطباق.. والليالي تكسب


كرجل سمين مثلي بالتأكيد يعشق الأكل أكثر من أي شيء آخر، وبالتأكيد لا يفوق عشقي للأكل إلا عشقي للنصر صاحب العالمية والتي يقال لها “هيا تعال” من سنوات وتتعصى على الجبال، وكأنها أنثى ثلاثينية صعبة المراس، ليس بالسهولة تكهن ما يدور في رأسها، أو أن تحركها كيفما اتفق.

يبدو أن حديث الكرش يقودنا لأحاديث شتى، ودهاليز مظلمة، وتضاريس شاقة، مثلها تماماً مثل الكرش في ميلانها وتكورها، وكأن السعوديات لا ينقصهن إلا الشرارة حتى يتقدن تحدي، مبديات كل أنواع الإبداعات، التي لا يعرفها أحد إلا إذا زارها أحد أقاربها ، حتى تجد على السفرة من كل ما لذ وطاب، وبالتأكيد بمشاركة الضيوف، ليردد دائماً بعدها من تزوج خاب.

على ذكر أهل الزوجة هل تتذكرون نكتة السعودية التي ذهبت لحي السفارات وقالت لابنها “سبحان الله الدولة تزين شوارع الأجانب وتحفر بشوارعنا”، ليعطيها إبنها “في نصف الجبهة” كما يقال “وأنتي الله يطول لنا بعمرك تقدمي للضيوف كاسات زينة واحنا كاسات جبن”.

لنعود لمحور حديثنا من جديد من منا يعشق السعودية لطبخها، بالتأكيد لا أحد سيجيب بنعم، فنحن نعشق السعودية كما يقول المشاكس محمد السحيمي “وين نلقى حريم يتحملن مثلي ومثلك”، وهذا الأمر الوحيد الذي يمحو للسعودية كل اخطائها، فالأمر يا ابنة بلدي لا يحتمل أن تلقي أذنك لتراهات الأخريات، فقط استمتعي بما حباك الله به من نعم ولا تفكري بالأخريات، فمهما فعلن وتجاوزن كل الحدود لن يحركن قيد أنمله من مكانك في قلب السعودي.

والحديث بالحديث يذكر، هل قالت صاحبة المقطع أنها تقصد السعوديات، أتمنى أن لا تكون أذني بحاجة للتنظيف، فلم اسمع تلك العبارة، ولا أعلم لماذا اعتبرت السعوديات حديثها موجه إليهن؟، لماذا لم يفهم من فحوى الكلام أنه موجه للكويتيات، فلديهن من الإمكانيات العظيمة ما يفوق لخبطة “القبوط” الأليمة، التي تزيد الكرش تكوراً، ولماذا لم تقصد الإماراتيات وهن يصنعن الهريس، أو البحرنيات وما أدراك ما الحلوى البحرينية التي لا يعوضنا عنها إلا الحلوى العمانية، كل هذه الجنسيات الإسبانية لم تكن مقصودة بمقطع السورية، أو لأن الذكر أعجبه نبرة الصوت المتغنجة والتحدي المنمق، حتى تناقلت كل وكالات أنباء “الواتساب” هذا المقطع ليصل لقلوب الملايين في دقائق معدودة.

الجميل في تزايد المقاطع وتنوع اساليبها بالتأكيد ليست “الدغابيس” التي أتمنى أن أتذوقها، ولا طبق “جيب التاجر” الذي أتمنى أن يكون جيبي مثله عامر بما لذ وطاب من بطاقات برصيد وشيكات مسجلة، وليس مقطع ليالي الأسبوع الذي أبدعت صاحبته بالتفحش اللفظي وليس المرئي طبعاً، بل في براعتنا مقطع بعد آخر في السخرية من وضعنا، وكأننا وصلنا لمنتهى البوس حتى نسخر من حالنا ومآلنا.

أيضاً ما يزيد فوق ذلك كله، ليس تيك الفتاة التي قلدت شعب “ابن عمي” وأعادت زمن الجواري والغلمان، واضعه لذاك الكائن الصحراوي “المتسرول” مكان بدائي لكي يغسل يديه في قمة حالات التجلي والرومنسية، وحتى في هذه لم تطبقها كما ينبغي ، بل هو عدم تقبلنا لهذه السخرية، وكيف يستقيم ذلك لمجتمع تغيضه الصراحة، ويعتبر الأجنبي والمستشار القادم من بيئة غريبة لا يفهم بيئتك الحالية هو الدواء لكل داء، مثل “الحلتيتة” و “المره” تماماً التي تشفي من كل الأسقام في المنزل السعودي.

لكل من أغاضهن مقطع السورية، وتفنن في الطبخ لعيون أبو سروال وفنيلة أقول لهن كما قال صاحبنا الراحل “يا جبل ما يهزك ريح”، أدرن ضهوركن لكل هذه التراهات، فالكائن الصحراوي “المتسرول” والمفترس الذي يأكل الضب والجربوع، مهما بحث ومهما تجاوز الحدود، ومهما زاغت عينه هنا وهناك لن يجد أفضل منكن، فأنتن الأساس والألماس وخير الجلاس.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.