التقنيون هم من أمسكو بزمام المبادرة خلال الفترات الماضية، أصبحت التقنية والتحول التقني هي الشغل الشاغل للجميع، صحيح هم كانو فرس الرهان ونجحت هذه الفرس في شق الطريق وتمهيده، لذا يجب على العمل أن يعود لأصله ويعود التقنيون إلى أماكنهم ليتولى أصحاب الأعمال مهامهم الحقيقية.
في حديث لي مع أحد رئيس تحرير صحيفة ورقية حول متى النهاية، وما مستقبل الصحافة الإلكترونية، بدا لي مقتنع بأن النهاية باتت قريبة جداً، وأن الإلكتروني هو الذي له ستكون له الغلبة، إلا إني خالفته من ناحية واحده وهي أن الإلكتروني لن يكون له المستقبل إلا إذا تولى أصحاب المهمنة دورهم وأنطلقوا بها لبر الأمان.
من غير المجدي أن يكون رئيس التحرير لصحيفة إلكترونية هو شخص بخلفية تقنية، وإنما يجب أن يكون من أصحاب الدار أي متخصص ودارس للإعلام، وعندها سنرى كيف تطبق أبجديات الأعلام بروح العصر، سنرى كيف تستطيع الصحافة الإلكترونية بناء المادة الإعلامية بكل تفاصيلها، لا أن تكون مجرد ملاحقات للحوادث أو تملق للشركات من أجل الحصول على جزء من كعكة الإعلان.
وهكذا الحال في كل المهن، لا نستطيع أن نحضر شخص تعلم كيف يبرمج، أو يصلح جهاز حاسب، أو يبني موقع إلكتروني ونقول له مارس الطب، أو نفذ العملي الجراحية، وإنما يكون دوره مع الطبيب يعلهم كيف يعمل بجهاز فحص العيون، أو كيف يقرأ الأشعة من على شاشة الحاسب لا أكثر لا أقل.
حان الوقت لأن يعي التقنيون وأنا منهم أن الوقت قد حان ليكونو هم شركاء النجاح، وليس العامل الأول لتحريكه، أن يضعوا أيديهم مع أصحاب المهنة لينجحوا معهم لا أن يصنعوا النجاح بدونهم، حان الوقت لأن يكون لأصحاب المهن كلمتهم.
ابحثوا حولكم وستجدون صاحب مهنة ناجح بالتقنية ومعها، وليس العكس.
