المدينة الفاضلة وجاهلية النساء..


في الجاهلية كان وأد النساء هو المصير لأغلب الفتيات، وفي الغرب الآت يقوم المتاجرة بالجنس بمكان الوأد وكأنتها جاهلية العصر الرقمي، أما في مكان آخر ولا داعي لذكر هذا المكان فاستغلال النساء هو الجاهلية الجديدة التي يتحلى بها المسلمون، وكيف يكون ذلك؟.

في هذا المكان الآخر يقوم سكان المدينة الفاضلة بتشغيل النساء من منازلهم، بحث تعمل الفتاة عن بعد وبكثافة عمل عالية، وبدون مراعاة لتوقيت بداية أو نهاية للعمل، المهم أن يكون الإنجاز في أسرع وقت ممكن، فتجد الفتيات يعملن من منازلهن ليل نهار وبمقابل زهيد لا يرضى أن يقوم أحد بعشر هذا العمل وبذات المقابل.

سكان المدينة الفاضلة لا يهمهم من الأمر أكثر من أن تنجز الفتاة عملهم، فتجدها تشتغل في التصحيح وإعادة الصياغة وتصميم مواقع الفيديو، وتصميم المواقع، والمراجعة، والبرمجة، والتسويق، والرد على المكالمات الهاتفية والتي تأتي عبر البريد الإلكتروني، وكأن الفتيات ما هن إلا صانعة الأكل “مولينكس” التي تقول دعايتها أنها تنجز كل شيء.

الإنفتاح على العالم من خلال الإنترنت أوجد حاجة كبيرة للعمل من المنزل وعلى مدار الساعة، وهذا ليس المشكلة، وإنما المشكلة أن تعمل فتاة واحدة وبرضاها في أعمال متعددة ولساعات طويلة، وتلام إذا قصرت، وبراتب بخس، وبدون أي حقوق تقاعدية أو تأمين طبي، وكأن الدعوة وصلت إلى الاستعباد.

سكان المدينة الفاضلة يستغلون النساء من ناحية أنهن لا يملكن مواصلات للبحث عن عمل ثابت، أو يقعن تحت طائلة القمع الأسري ولا يجد متنفس، لذا يبحثن عن نصف الفرصة من أجل أن يكون لهن دون في المجتمع، وأحياناً لمجرد إثبات الذات، وأحياناً كثيرة لعدم إمتلاك المال ولأنهن يردن أن يبتعدن عن تحكم أب ظالم، أو أخ متسلط، أو أم كرهت معنى الأنوثة من شدة ما لاقت في شبابها.

لدي قناعة أنه لا تهان الفتاة إلا برغبتها، ولا تمتهن حقوقها إلا برغبتها، ولا تسلب أدميتها إلا برغبتها، وسكان المدينة الفاضلة يستغلون هذه النواحي في الفتيات من أجل أن يحققو هم الإنتصارات على حسابهن.

همسة
في كل عصر ستتغير جاهلية النساء لتتوافق من روح العصر.. فلا تكوني أنتي الضحية..

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.