وأفطروا لرؤيته.. المعضلة السنوية

لا أدري هل تقويم أم القرى يعد بغير الحسابات الفلكية، فحسابات التقويم تبين لنا أن شهر رمضان 29 يوماً فقط، ومع ذلك ظهر علينا من علماء الفلك من يقول أن هناك استحالة في رؤية هلال شهر شوال وأن الشهر مكتمل، بالرغم من أن حساباتهم تثبت أن ولادة الهلال بعد الغروب..

مما أعرفه أنه من المستحيل رؤية الهلال في حالة أن موعد ولادته وغروبه قبل غروب الشمس، أما أن يكون موعد ولادته قبل غروب الشمس وموعد غروبة بعد غروب الشمس فهذا من الممكن رؤيته، والجدل الذي حصل حول هلال شهر شوال، ليس لأن الهلال يغرب قبل الشمس، وإنما لأن مدة مكث الهلال بعد غروب الشمس تستمر لدقائق معدودة، وهذا يعني أن الهلال سيغرب قبل أن تعتم، وهنا تكمن صعوبة رؤيته لأن ضوء الهلال عادة ما يكون خافتاً، وسمكه ضئيل..

هذا التفسير الفلكي كما أفهمه، وهذا يعني أن شهر رمضان لهذا العام حسابياً وفلكياً إنتهى، وهذا ما كان يطالبه فيه علماء الفلك على مدار السنين الماضية عندما يثبتون أن غروب الهلال يكون قبل غروب الشمس ومع ذلك يشاهد الهلال ويثبت دخول أو إنتهاء الشهر، إلى أن أعتمدت رؤية الهلال بالمناظير قبل سنتين أو ثلاث، وأصبحت الرؤية متوافقة تماماً مع تقويم أم القرى والذي يعد بناءً على الحسابات الفلكية..

في أي علم من العلوم، وفي أي عمليات حسابية لابد وأن يؤخذ في عين الأعتبار نسبة معينة للخطأ، وحتى معالجات الكمبيوتر تتطور بزيادة سرعتها مع تقليل نسبة الخطأ في عملياتها الحسابية، وإذا حدثت نسبة الخطأ هذه، فيعني ذلك أن هناك مشكلة ما ستحدث، ونسبة الخطأ تحققت في مرات عددية من أشهرها حادثة إنفجار مكوك الفضاء الشهير تشالنجر..

أستنتج من ذلك أنه وخلال السنوات الماضية والتي اتفقت فيها الرؤية الشرعية للهلال مع تقويم أم القرى أن نسبة الخطأ لم تحصل، بالرغم من عدم إعلان نسبة الخطأ هذه، وهذا العام حدثت هذه النسبة من الخطأ فأصبح الفلكيون يتهمون الرؤية الشرعية بعدم الدقة، ويشككون في أعين من تحروا الهلال، بل وأعتبروا أن ما شوهد في الأفق ليس هلال شهر شوال وإنما كوكب زحل، في حين لم يشككوا في دقة حساباتهم ورصدهم لهذا الشهر بالذات، وأيضاً حسابهم لسمك ودرجةإضاءة الهلال..

لستُ متخصص في علم الفلك، ولا حتى متابع له، وإنما أنا مسلم يحاول أن يفهم ما يحدث حوله، وأن لا يسلم عقله لغيره، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول “وأفطروا لرؤيته”، فالأعتبار الشرعي هي الرؤية للهلال وليس للحسابات الفلكية، والرؤية تحققت، وتصديقاً لها تثبت الحسابات الفلكية أن الهلال فعلياً غرب بعد غروب الشمس، ترى لو أن مدة مكث الهلال بعد غروب الشمس تصل إلى ما بعد العتمة، ولم يشاهد الهلال، هل سيعتبر الفلكيون الشهر كاملاً؟!..

منطقة سدير والتي شوهد فيها هلال شهر شوال دائماً ما كانت تؤرق علماء الفلك وراصدي الأهله، وأنا لا أعلم كيف يُتحرى هلال دخول رمضان وخروجه هناك؟، وهل التحري يكون بشكل فردي أو جماعي؟، ولكن هلا سألنا علماء الفلك عن الإجراء الذي أتخذوه لإزاحة هذه المعضلة؟، أتمنى أن أجد لديهم إجابة شافية، وإذا لم يتخذوا أي إجراء أتمنى منهم أن يتحرى أحد علماء الفلك الموثوق بهم الهلال شهرياً في سدير ولمدة عام أو أكثر، مع من شاهدوا الهلال، حتى يتبين أين مكمن الخطأ المؤدي لهذا الجدل الذي يفرق الأمة الإسلامية، ويطعن في صحة أدائهم لعباداتهم، بدلاً من تبادل التهم والتشكيك بمصداقية من يتحرى الهلال، للأسف علماء الفلك لا نسمع لهم رأي إلا مع دخول رمضان وخروجه، وكأنهم يريدون زيادة تفكك الأمة..

همسة
الإمام الشافعي رحمه الله غير أفكاره واعتقاداته بعد أن غير مكان إقامته، فهناك المذهب الشافعي القديم عندما كان يقيم في العراق، والمذهب الشافعي الجديد بعد أن سكن مصر، ترى متى نرى هذا التسامح في علمائنا سواءً المتخصصين في الدين أو غيره..

المراجع:
علم الفلك (ويكيبيديا) الرابط
الفرق بين ولادة الهلال وظهوره علمياً (شبكة رافد) الرابط
رؤية الهلال (ويكيبيديا) الرابط
المشروع الإسلامي لرصد الأهلة (ويكيبيديا) الرابط
تقويم أم القرى (ويكيبيديا) الرابط
متخصص فلكي : الأربعاء.. أول أيام العيد (جريدة الرياض) الرابط
الإمام الشافعي (ويكيبيديا) الرابط

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

تعليقين

  1. السلام عليكم
    اخي محمد كل عام و انتم الى الله اقرب ومن العايدين و من الفايزين وانتم في صحه و سلامه.
    سبحان الله انها حكمه الله في ان يرى الهلال ليلة دخول الشهر مشاهدة بحيث انه يصعب على الفلكيين حتى و ان تناهت الحسابات و دقة الاجهزة التي يستخدمونها تحديد ذلك و حسب علمي ان الراي نفسه لا يستيقن انه سيراه بعد الغروب ام لا فهو يعتمد على خبرته وتجاربه وحدة بصره في ذلك كذلك الظروف الجويه قد تحول دون رؤيته حتى وان قال اهل الفلك انه يمكن رؤيته فسبحان الله القدير على كل شئ
    اخوك عبدالعزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.