فضيلته.. مطلوب للزواج!..

اغرورقت عيناي بالدموع وأنا اسمعها تحادث فضيلته هاتفياً في برنامج ديني على قناة فضائية، صوتها المتهدج، يحمل لوعة الحب، وألم الصبابة، وحكاية عشق عذري، تريد أن تنتهي بالسعادة، كانت المتصلة تتكلم بحرقة، حديثها الأول لم يكن هدفها من الاتصال وإنما تريد أن تبقى أطول وقت ممكن تحادث من تحب، بدون أن يقطع اتصالها..

لا يعرف معنى الحب ويقدر معانيه إلا من اكتوى بناره، من عانى لوعته، وجرب قوة لهيبه، إنه إحساس ليسَ له مثيل، ومهما تجرعنا الأسى من هذا الإحساس، نظل نطلبه مره تلو أخرى..

الحب مخلوق لطيف وجميل ومزعج جداً، عندما يتسلل بلطف إلى دواخلنا يشعرنا بأننا امتلكنا الدنيا، هو الوحيد القادر على انتزاع الابتسامة منا براحة وطيب، ومع ذلك هو الوحيد الذي يغرقنا بالألم في ذات اللحظة، فابتسامة اللقاء وألم الفراق، وبين هذا وذاك لحظة لا تجاريها أي لحظة أخرى مهما كانت..

دائماً ما يناديه المتصلين بفضيلة الشيخ، إلا هي نادته باسمه الأول، وكأنها مَلكت الدنيا وما فيها، مناداتها له باسمه الأول أشعرتني بمدى الهيام الذين وصلت إليه، أشعرتني بأنها تعتبر فضيلته مُلكًا خالصاً لها، تستشعر أنه لها، فارس أحلامها الذي تبحث عنه، وجدته أخيراً ولكن كيف السبيل إليه، وهي لا تراه إلا عبر الشاشة..

أراد فضيلته أن يقطع الاتصال إلا أنها أعادت مناداته باسمه الأول مره أخرى، واسترسلت بالحديث “ممكن تتقبلني زوجة على سنة الله ورسوله..”، قطع فضيلته الاتصال وهو مسترسل في الضحك، وكأنه يرغب بأن يبقيها تعاني الوجد، وتقاسي آلام الهوى، واستمر في تقديم برنامجه غير مكترث بمشاعر هذه الفتاة، وغير مبالي بمشاعر المجتمع، وكأن هندامه الأنيق هو السبيل الوحيد للدعوة.

ضحايا فضيلته كُثر، فكم من فتاه قالت له “أحبك في الله”، وكأن ديننا يبيح هذا الحب، الذي تمادينا فيه، ليصبح الوسيلة الوحيدة التي نعبر بها عن مكنون مشاعرنا بدون أن ينتقدنا أحد، أو يُنكر علينا هذا الأمر، وكأن الحب أصبح سلعة رخيصة في أيديهم..

استحضرت الآية الكريمة { رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ } [يوسف ٣٣]، قصة يوسف عليه السلام فيها الكثير من العبر، فيها البعد عن الفاحشة، وإيثار السجن والحرمان من الحرية على إتيانها، بالرغم من أن يوسف عليه السلام كان في بيت “عزيز” القوم، في بيت ثراء ونعمة، إلا أنه ضحى بكل ذلك لأنه يخاف الله، ترى هل استوعب فضيلته الدرس من سورة يوسف؟، هل من الممكن أن يأتي اليوم الذي نرى فضيلته ممتنعاً عن الظهور في الشاشات؟، هل يأتي اليوم الذي نراه فيه لا يطالب بمزيد من الظهور؟..

الدعوة لله يا فضيلة الشيخ ليست في التلفاز فقط، هناك وسائل أخرى، وهناك أيضاً دول أفريقية أنتشر فيه التبشير، بحاجة لأمثالك الذين يتمتعون بالعلم الواسع، والتبحر في الدين لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، الدعوة لله يا فضيلة الشيخ لها ميادين كثيرة، وأنتم أعلم مني بذلك، فمتى ستكون في تلك الميادين..

شتان بين يوسف عليه السلام وفضيلته، فيوسف فضل السجن على أن يخوض غمار المنكر، وفضيلته غير مبالي ولكنه مستمر في تقديم برامجه، مع أنه يُدعى للحلال، ترى متى يستوعب فضيلته أنه فتنة، ويعرض عن هذا، ويحتسب الأجر في امتناعه عن الظهور على الشاشات..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

  1. الإعلاميون (في الإعلام المحافظ وغيره على حد سواء) يتعرضون لمثل هذه الأمور كثيراً (بحكم احتكاكي ببعض المهتمين) فلايشترط أن يبرز عنصر الجمال عند هذا أو ذاك، ولاندري عن المعيار الذي يجذب الفتيات إليهم لكنه في النهاية معيار متأرجح لاقرار له.

    وكما أن قيمة كل امرئٍ مايحسن فقد يمن الله على رجل بحسن البيان وقوة الحجة فبنفع الله به في هذا المجال ، كما يمن على آخر بالقدرة على تحمل مشاق الحياة في سبيل الوصول إلى قوم يبلغهم دين الله .

    وإن كنت تقصد (فضيلة الشيخ ماغيره 🙂 ) فإن له جهوداً دعوية في إفريقيا وقد سافر إلى هناك للدعوة قبل أشهر ونفع الله به هناك
    بالتوفيق 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.