قراءة لواقع الأندية السعودية..


من ديار رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مملكة الإنسانية التي من المفترض أن تتحلى بهذه الصفة شعباً قبل القادة، وصلني السؤال الذي وضعه أحد مدرسي العقيدة ويقول (معلم الإنجليزي والمغني المسلم والمشجع النصراوي والمدرب الكافر) من منهم يجتمع في حقه الحب في الله والبغض في الله؟ يا ترى ما الذنب الذي ارتكبه معلم الإنجليزي والمشجع النصراوي لكي يصنفهم هذا المدرس من ضمن من له البغض في الله، أم أن الواقع الرياضي يحتقن لدينا بشده وبدون أن نعي ذلك..

ترى من أوصل رياضتنا المحلية لهذا المنعطف الخطير، أهو الخروج المر من كأس العالم، أم مهاترات (خالد البلطان)، أم تجاوزات (سامي الجابر) الذي كنت أحترمه وأعتبره من أذكى اللاعبين في تاريخ الرياضة السعودية، أم الإنفتاح على التقنيات الحديثة من رسائل نصية قصيرة أو قنوات البالتوك أو منتديات الإنترنت، أم أنه التصويت الذي يجرى كل أسبوع من الدوري لتحديد أفضل فريق وأفضل لاعب، والهدف الأساسي منه هو استنزاف جيوب المشجعين قبل أن يأتي موسم ستار أكاديمي الجديد.

لم أرغب إطلاقاً بكتابة هذه الديباجة إلا بعد أن رأيت الصورة الأليمة لهذا الطفل وكيف يحقن بالعصبية الرياضية من صغره؟، ويربى على العصبية القبلية من برامج من شاكلة شاعر المليون وغيره، بدلاً من تنمية الروح الإيمانية في داخله، وتعليمه معنى التكافل الإجتماعي والعطف على المسكين والفقير، وزراعة الإبتسامة في وجه اليتيم، وتوريثه مشاكل جيل متناحر بعيداً عن الواقع والطموح، وبعد هذا يأتي الأستاذ أحمد الشقيري ليحاول استنهاظ أمه هذا حال شبابها!..

لا أريد أن أطيل في التطرق لهذا الموضوع فليس هدفي من كتابة هذه التدوينة وإنما أرغب في قراءة بسيطة ومن متابع للدوري وليس من ناقد رياضي حتى لا أحشر مع الرياضيين والنقاد، وسأركز في حديثي هنا على الفرق الأربعة المتصدرة للدوري وهي (الهلال، الشباب، الاتحاد، النصر) فإلى قراءتي:

الهلال: استمر الهلال هذا الموسم في توهجه واستطاع أن يختطف الدوري مبكراً وبدون منافسة من أحد، والسبب في ذلك يعود إلى الاستقرار التدريبي منذ فترة، حيث أن المدرب السابق (كوزمين) والذي استمر مع النادي قرابة العامين، استطاع أن يبني فريقاً متكامل الصفوف ويعالج الأخطاء بحزم، بوجود إدارة رياضية واعية لا تتدخل في قراراته، وتابع المدرب الجديد (غيرتس) ما بدأه سلفه وبالفعل كان هناك فريق لا يستهان نهائياً به، إلا أنني أرى أنه عندما تحكم السيطرة على الثنائي (الشلهوب) و (ويلهامسون) ويحد من تسديدات (نيفيز) يشل الفريق ويستطيع الخصم أن يمتلك مفاتح اللعب، أعتقد إذا لم تنتبه إدارة الهلال سواءً الإدارية أو الفنية إلى مركز رأس الحربة في ظل الغياب التام للمهاجم (ياسر القحطاني)، ولم تحد من تدخلات مدير الفريق (سامي الجابر)، فإن الفريق الهلالي سينتهي في غضون موسمين لا أكثر..

الشباب: أرى أن هذا الفريق هو فرس الرهان لأي موسم رياضي، فهو مصنع متجدد ودائم للنجوم، واستطاع أن يخطف بالاعبين المحليين أول بطولات الموسم، ولكنه تضرر هذا الموسم من ناحيتين الأولى الأجانب فلم تكن إختياراته موفقه، فـ (التائب) سرعان ما إختفى نجمه وذبل، وعاودته الإصابة التي حرمت الفريق من مجهوداته، والمهاجم (فلافيو) ضل في أوقات كثير حبيساً لدكة الاحتياط في وجود المهاجم النشط والمتألق (السلطان) ولم يشارك إلا في الدقائق الأخيرة ليحسم أغلب اللقاءات التي شارك فيها، وعندما احتاجه الفريق في نهاية الموسم أصيب في نهائيات إفريقيا ولم يستطع الاستفادة منه، أما الناحية الثانية فهي مهاترات رئيس النادي الذي كسب منها عداوات كثيرة، وكره من المشجعين، فالشباب فرط بالدوري بتمسكه بأجانب لا يستفيد منهم، ولكي يحقق بطولة أخرى هذا الموسم عليه أن يراجع وضع اللاعبين المحليين ويعتمد عليهم.

الاتحاد: فريق يجتمع له أبرز النجوم المحليين وأفضل اللاعبين الأجانب، إلا أنه وقع من بداية الموسم في مزايدات من قبل أعضاء الشرف وتضخم مالي في اللاعبين حتى تشبعوا لأقصى الدرجات، فريق حافظ على مدربة (كالديرون) لموسمين أو ثلاثة على ما أظن، والذي استطاع أن يبني فريقين رئيسي واحتياطي بترسانة من أفضل نجوم الرياضة السعودية، كلاً من الفريقين قادر على حصد البطولات، إلا أن فريق الاتحاد ابتعد عن مستواه إلى أن إستغنت إدارة (المرزوقي) عن المدرب وخالفها الصواب في ذلك، وكما أرى فهو ليس السبب في تردي حال الفريق، وإنما سبب هذا السقوط المرير هو اللاعبين أنفسهم، ولكي يعود الاتحاد لسابق عهده لا بد من إعادة غربة خطوطه والاستغناء عن اللاعبين المتظخمين، والاستفادة من هذا الدرس بعدم إعطاء اللاعبين في المستقبل أكثر من حقهم الفعلي، من أفشل الاتحاد هذا الموسم الاعبين ورئيس النادي السابق وليس المدرب.

النصر: استطاع هذا الموسم أن يخرج من جراحه وينفض عنه غبار السنين القاحلة، وعاد ولكن عودته كانت متأخرة في نهاية الموسم، فهو فرط في البداية بالبطولة الأولى التي حقق أفضل النتائج الرياضية في بدايتها، واستهان بأغلب الفرق في الدوري ليقع في فخ التعادلات مبكراً، واستطاعت الإدارة أن تنجوا بالمدرب إلى بر الأمان، وإن كنت أرى أن المدرب هو السبب الرئيسي في كثرة التعادلات في الدوري باعتماده على رأس حربة واحد، والخسارة الأخيرة في كأس ولي العهد أيضاً بعد إشراكه في الأشواط الإضافية اللاعب (أحمد المبارك) وهو لاعب مجهود وليس لاعب حسم لكي يدخله في مثل هذا الموقع، بل أنه أخرج (أحمد عباس) وهو المتألق هذا الموسم والقادر على صناعة فرصة للإنتصار، بالإضافة إلى تزايد مشاكل المهاجم (سعد الحارثي) الذي دائماً ما تعلق الجماهير عليه آمالاً هو أصغر منها بكثير، والدليل على ذلك أنه كان بعيداً لياقياً وفنياً عند دخوله للملعب في المباراة الماضية، وعلاوة على ذلك توجهه للإعلام لإعادة التوهج إليه بالرغم من أنه لا يحتاج لذلك، لا أقول ذلك رغبتاً في تغيير المدرب، وإنما أشد على يد إدارة النادي في توجهها لعدم إقالته، وأتمنى أن يستمر موسماً آخر، مع إعطائه كافة الصلاحيات وبدون تدخل من أحد لإعادة بناء ما تبقى من صفوف الفريق وخصوصاً خط الدفاع المتهالك.

هذا ما لدي وهي وجهة نظر متابع رياضي وليس ناقد حتى لا يأتي من يحملني ما لا أحتمل، وأستطيع أن ألخص القول في أنه لكي تحقق أفضل الإنجازات عليك بالحفاظ على المدرب، والحرص كل الحرص على عدم التدخل في قراراته وآرائه، ففي أوروبا يحافظ على المدرب لمواسم عديدة تصل إلى العشرة وأنتم ترون كيف لا ينتهي تألق الفرق هناك، ترى متى يستفيد من هم على رأس الهرم الرياضي في السعودية من ذلك..

سجل أعجابك

Share

انضم إلى المحادثة

تعليقين

  1. أخي العزيز

    حال كرتنا عجيب فالإتحاد يتحول من نمر مفترس إلى حمل وديع في غضون أشهر
    والنصر لا تعرف ماذا يريد وإلى أين يتجه
    والشباب الذي كان على الدوام العنصر المحايد في الكرة السعودية تحول بفعل البلطان إلى عدو لكتلة كبار الكرة السعودية
    والأهلي لا يزال يمارس هوايته في اللحاق بسوق الأسهم حبة فوق وحبة تحت

    أما الهلال فيظل الأكثر استقرارا وتوهجا وساعده في ذلك بعد الضغوط عنه وذلك لتدني مستوى المنافسة بعد هبوط مستوى الإتحاد

    وإذا غاب الإتي ألعب يا هلال

  2. واضح انك نصراوي ومتضايق من الوضع اللي حاصل ..

    طيب انت قد فرحت مع فريقك ببطولة الدوري والا للحين في مرحلة البناء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.