سعودي.. إذاً أرني مؤخرتك!


حدثني صاحبي في توتير حيث قال استبشرت خيراً عندما وصلت إلى مطار واشنطن دي سي قادماً من الرياض، كان التفتيش عشوائي، ولم يفتش أحد من رحلتنا، كنت في قمة السعادة وأنا أتخطى نقطة التفتيش بدون أي مضايقات أو عقبات، تساءلت كثيراً هل يبالغون في الرياض! عندما صوروا لنا الوضع بأنه نبش لأجزاء الجسد؟، دعوت عليهم من أعماق قلبي وأنا أستمتع بأجواء واشنطن الباردة مع أن تساقط الثلوج يزعجني..

مرت أيام واشنطن الجميلة وسعدت بوجودي بأرض الأحلام، وأزفت لحظة المغادرة إلى سياتل والشوق يحدوني لزيارة مدينة التقنية التي سأكمل فيها دراستي الجامعية، ولكني كرهت اليوم الذي وصلت فيها إلى بلاد الديمقراطية واحترام الحريات كما كان يصور لي، فهي لم تحترم الخصوصيات الشخصية فكيف بالحريات، كرهت تلك الساعة التي جعلتني أقبل البعثة، وكرهت تلك اللحظة التي غادرت فيها مطار الرياض إلى أرض الحلم، لا إنها أرض الإهانة..

على عكس المطارات الدولية كانت المطارات الداخلية دقيقة ومتشددة في التفتيش، وصل ذلك لعدم التفريق بين الرجال والنساء، وإلى تحسس أجزاء الجسد وحتى المؤخرة، نعم ياللإهانه لقد تحسسوا مؤخرتي وكأنها ملك مشاع للأمريكان بمجرد أن جواز سفري أخضر، شعرت بمعنى المعاملة الخاصة التي نمتاز بها نحن السعوديين في أمريكا، شعرت بمدى تميزنا عن باقي الجنسيات، شعرت بمعنى خصوصية مجتمعنا التي نتشدق بها في مجالسنا وإعلامنا، إنها خصوصية مبنية على عدم الاحترام لشعب دينه مبني على كتاب مقدس ومن شعب يحمل نفس الميزة..

لم يقف الأمر عند تحسس المؤخرة فقط بل تجاوزه إلى أشد من ذلك وأشنع، حيث طلبوا مني القيام بحركات معينة وحركات مخلة من الأمام والخلف، أشعرتني بالشذوذ من كل النواحي وحتى الجنسية، إنها إهانة لا مثيل لها، تجعل الحرقة تستمر في القلب إلى أبد الدهر، أخذوا حتى حليب الأطفال من حقيبتي أو أي مواد سائلة وأطعمة وكريمات لفحصها كيميائياً قبل إدخالها للطائرة، وعن طريق مس الكتف حصلوا على عينة من جسدي لتحليلها كيميائياً أيضاً..

إنها أرض الحلم والديمقراطية والمساواة، بمجرد سماع اسمها يحملك الشوق إلى زيارتها والاستمتاع بما تحويه من حياة تختلف عن باقي البلدان، وأمل يشعرك بالراحة والاطمئنان، وشعور بالحرية لم نتمتع به في بلداننا، عفواً كان ذلك في السابق الآن هي بلد الإهانة!..

عفواً أوباما صدقتك واستبشرت بك بشكل مختلف ومغاير لأي رئيس سابق، ولكن بأصولك العربية استحضرت كل أنواع الإهانة والقمع من دول العالم الثالث وطبقت في بلاد لم تكن تعرفها من قبل، نعم أوباما أثبت لنا قوة انتماءك العربي..

11 قراء تعجبهم التدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

13 تعليق

  1. بصرررررررراحة لو كان أمريكي أللي بيدخل السعودية ..

    دقو له تحيييييييه ..

    كنت أتمنى الذهاب لها ..

    لكن داام فيه علوم كذا ..

    يا سااتر

  2. برئيي ان العرب يستحقون هذه المعاملة ,, طبعا ليس كل العرب لكن معظمهم وخصوصا المسلمين ,, لان المسلمين با الذات تركو دينهم وركضو الى امريكا والتطور والمتعه
    نسو ان دينهم دين العزة والفخر والمساواة ,, وايضا لا تنسى ان الدول العربية لاتزال تاكل
    من ايدي الغرب ,, فايش تتوقع يعني منهم ,, يدلعونك او يفرشو لك الارض ورد
    اذا كنا نحن ما احترمنا انفسنا ولا قدرنا انفسنا فكيف نريد العالم ان يحترمنا ,,
    طبعا الحسنة تخص والسيئة تعم لذلك كثير من العرب والمسلمين يعاملون با المهانة
    نتيجة لجهل بنو جلدهم ,, فا الافضل بدل ما نلومهم نلوم انفسنا ونعتمد على انفسنا
    اتمنى لك التوفيق اخي ^_^

  3. في رأيي أنهم لا شك مخطئين وملومين بعد؛ لكن تقل الملامة -مع كثرتها- إذا علمت أنهم بنهاية عمرهم تنتهي دنياهم و آخرتهم، عكسنا نحن المسلمين.

    عموما.. هارد لك يا غالي و تعبش و تفتك من غيرها.

  4. صراحه شي مرييييييييييع التفتيش هناك لأنك حامل الجواز الأخضر !!
    انا رحت وانا فتاة مع اهلي كل شوي موقفيني اشعه !! ومسحو بصمات على شنطتي!!
    وحللو محلول عدساتي وأخذو كريماتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.