ونجحت إسرائيل

الأمم المتحدة
فازت إسرائيل برئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، وهي المرة الأولى التي تتولى اسرائيل رئاسة لجنة دائمة، وبغض النظر عن كون اللجنة أساسية أو شكلية، فوز اسرائيل بهذه اللجنة من شأنه أن يبعثر أوراق العالم العربي والاسلامي، وأن يحقق لإسرائيل مكاسب مختلفة على كافة الأصعدة، فبمجرد رئاستها للجنة يعني أنها تستطيع أن ترجح أي صوت ضد العرب، وتستطيع تبديل الحقائق، وتعديل مسار القانون ليكون دائما ضد المسلمين.

بمجرد أن تغير النطاق الجغرافي لإسرائيل، وأصبحت دولة تتبع أوروبا، حتى باتت تفرض سيطرتها على كثير من المنظمات العالمية، وتحقق انتصارات دبلوماسية ورياضية واجتماعية متتالية، خصوصاً أنها متأقلمة مع الاتحاد الأوربي ولا توجد أصوات ضدها، وهذا يمنح إسرائيل حرية في التحرك الدولي بعيداً عن مضايقات العرب والمسلمين، وبالتالي هذا سيجعل صوتها أكثر حرية، وتحركها أكثر سرعة، وتحالفاتها أكثر تأثيراً.

وعندما كانت إسرائيل تتبع دول أسيا، بالرغم من أن لها تحالفات أوروبية، إلا أنها لم تستطع التحكم في كثير من الأمور، وفي الغالب يكون الصوت العربي والاسلامي في المنظمات الدولية عالياً، إذا لم يتدخل حق النقض، وكانت صوت اسرائيل في المنظمات الدولية صوت كسير لا يوجد له داعم.

وفي الجهة المقابلة، لم يستطع لا العرب أولاً، ولا المسلمين ثانياً، من إدارة الملف الصهيوني، ولا حتى إدارة تواجده بينهم، فليس من المهم أن تعادي كيان ما، بل المهم أن تحتويه من أجل أن تفقده توازنه، ومن ثم يختل فينتهي، بينما معادات أي كيان، وتركه وحيداً سيزيد تعاطف الآخرين معه، ومن ثم يحقق مكاسب ولو حتى على الصعيد العاطفي، وستحقق هذه المكاسب ثمرتها في يوم ما.

إسرائيل استطاعت خلال السنوات الأخيرة أن تصنع لها تحالفات قوية، وأن تجد تبريرات منطقية لكل انتهاكاتها للحقوق الدولية، ولحقوق الانسان، ولكل العمليات الارهابية التي تنفذها، فأصبحت تفعل ما تريد بدون أي انتقادات دولية، ليصبح الفلسطيني المسكين هو الضحية الوحيدة، فإسرائيل نجحت في تحويل معادات العرب والمسلمين لها إلى فائدة عظيمة، حققت من خلالها انتصارات كبيرة في المحافل الدولية.

إسرائيل صورت نفسها تحارب الارهاب، وأنها المتضرر الأكبر له، ورئاستها للجنة الشؤون القانونية في الأمم المتحدة تعطي لها مجال أكبر للإشراف على قضايا القانون الدولي، وهذا سينعكس سلباً على دول العالمين العربي والاسلامي، حيث أن إسرائيل ستضخم القضايا المتعلقة في القانون الدولي التي أطرافها عربية أو اسلامية، وهنا سيزداد التركيز السلبي علينا.

تضررنا كثيراً من الارهاب، وأكثر الارهاب الذي تضررنا منه هو الارهاب الإسرائيل، ولم نكن بحاجة لضعف دبلوماسي جديد يمنح إسرائيل انتصاراً آخر في المحافل الدولية، فمن المهم التركيز أكثر لكي لا نخسر تواجدنا الدولي، نحتاج لقراءة دبلوماسية صحيحة، وفكر سياسي مختلف، حتى نستطيع تحجيم دور إسرائيل الدولي.

همسة
” وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ”..

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.