مسك الخيرية وريادة الأعمال

توقيع انشاء كلية لريادة الأعمال في السعودية
(1)
من ثمرة زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية هو إنشاء “كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال” في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بالتعاون مع كلية بابسون العالمية، وهذا سيعود بالنفع على مجتمعنا، لاسيما وأن مفهوم ريادة الأعمال ما يزال حديثاً، وإنشاء كلية تدرس ريادة الأعمال سيسهم بشكل ايجابي في زيادة البحوث في هذا المجال، ومن ثم تعزيز التوجه من الشباب ليكونوا رائدي أعمال.

(2)
ريادة الأعمال تعتمد على الابداع من جهة، وعلى روح المغامرة من جهة أخرى، واستغلال الفرص من جهة ثالثة، وتوفر مهارات خاصة جداً في رائد الأعمال من جهة رابعة، وهذا لا يكون إلا بمعرفة وقراءة جيدة للسوق، بالإضافة إلى تطوير اساليب جديدة، وابتكار طرق مختلفة لاستغلال الفرص التجارية، وتحمل المخاطرة، وكل هذا لا يكتمل بدون أن يكون لدى رائد الأعمال رؤية لاقتناص الفرص والبحث عن القيمة المضافة.

(3)
مسك الخيرية كان لها أدوار مختلفة مع الشباب خلال السنوات الأخيرة، من أهم هذه الأدوار أنها كانت تحتضن الشباب وتقدم لهم دورات في القيادة، والإبداع، على يد أهم وأمهر المدربين العالميين، وأيضاً ومن جانب آخر قدمت مسك رحلات عمل للشباب لدول مختلفة، من أجل اطلاعهم على تجارب دولية في مجالات مختلفة، وصقل خبراتهم، وإضافة مهارات جديدة لهم.

(4)
والآن قدمت مسك فرصة تعليمية كبيرة للشباب، من خلال إنشاء هذه الكلية المتخصصة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وهنا تحقق مسك المعادلة الصعبة، في احتضان المبدعين، بدأت من رعاية على مستوى صغار السن أقل من 15 سنة (تيدكس للأطفال)، وتدريب لمن هم أكبر من ذلك، واحتضان للشباب، ورعاية للمؤتمرات، والآن كلية متخصصة للدراسات الجامعية والعليا، وهذا كله يمثل مفهوم عظيم للاستثمار، وهو الاستثمار في الأجيال.

(5)
توجيه العمل الخيري لتحقيق رؤية السعودية 2030 يدل على بعد نظر آخر مختلف عن ما سبق، فهو يقدم التنمية من خلال التعاون المشترك بين جميع الأطياف، ويحتضن الأعمال الخيرية لتكون رافد أساسي للتنمية بدلاً من أن تستغل أموالها بدون قصد في دعم بعض الجماعات كما حدث في سنوات سابقة، بالإضافة إلى تقديم صورة مختلفة عن العمل الخيري وأنه ليس فقط صدقة وافطار صائم.

(6)
رؤية السعودية 2030 تستهدف رفع عدد المتطوعين في الأعمال الخيرية من 11 ألف متطوع إلى مليون متطوع، وهذا العمل المستمر من مؤسسة مسك الخيرية والتي يمولها الأمير محمد بن سلمان لهو دلالة على السعي الجاد لتحقيق هذه المعادلة، من خلال استفادة الشباب من العمل الخيري، ومن ثم زرع بذرة العمل الخيري في نفوسهم، ليكونوا بعد ذلك هم من يقومون بهذه الأعمال.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.