التاسع من نوفمبر وتتساقط الأوراق سريعاً..


في كل عام يأتي هذا اليوم ليذكرني أنني ما زلت أكبر، ما زالت حبات السبحة تواصل انفراطها وتتساقط واحدة تلو الأخرى، العمر يزيد، والخبرة تزيد، ولكن الصحة تتراجع، والعامل النفسي ما يزال هو الطاغي على حياتي، ومع توالي السنوات ما زلت مصر أن نوفمبر ليس شهري السعيد، بالرغم من أنه بدأ هذا العام أكثر لطفاً وفرحاً.

لا أزال غير متقبل لتوالي سنين العمر، لا أريد أن أكون عجوزاً يشار له بالبنان يمشي مقوس الظهر، تحمله عكازته لتكون ونيس وحدته، وإنما أريد أن يبقى الشباب دائماً لكن هيهات، أسأل الله العظيم أن لا يردنا إلى أرذل العمر.

الحمد لله خلال الإثنى عشر شهراً الماضية حققت الكثير من الإنجازات أولها حصولي على درجة علمية جديدة، وانتهاء مرحلة التطوير الشخصي التي بدأتها منذ فترة لتغيير تفكيري ومهاراتي وقدراتي، ومع ذلك مازال الإيمان يزيد في قلبي بأن الابتعاد عن القراءة والتعليم هو بمثابة إطلاق رصاصة الجهل والتخلف على العقل البشري، وترك مساحات العقل لتنهش فيها الشيخوخة والخرف.

خلال العام الماضي وفي شهر فبراير والذي يرتبط عندي بالمناسبات السعيدة، جددت ذكريات السكن في الإمارات، ولكن هذه المرة لم تكن في أبو ظبي والتي تحمل جل ذكرياتي السعيدة، وإنما قضيت أكثر من نصف الشهر متنقلاً بين الشارقة ودبي، وكانت أيام جميلة.

أيضاً مع نهاية شهر سبتمبر الماضي ومطلع شهر أكتوبر كنت أتنقل داخل الولايات المتحدة الأمريكية، الحياة الأمريكية لا تستهويني كثيراً إلا أنها كانت تجربة جميلة وسعيدة، خصوصاً أن فيها كثيراً من التحدي حيث أنهيت إجراءات الحصول على التأشيرة وترتيبات السفر في أقل من أسبوع.

خلال العام الماضي بدأت أتنقل بين أكثر من مدينة داخل المملكة، شاهدت فيها تجارب مختلفة، وآمنت أننا ما زلنا نقبع في تخلف مرير، مع كل العناصر المشرقة التي نراها في الشبكات الاجتماعية.

الحمد لله في مجال العمل وسبق وأن قلت لكم في نوفمبر الماضي أن العاصفة قد هدأت، لكن الجميل في الأمر أنها مع بداية نوفمبر الحالي انتهت تقريباً، بدأت الأمور تستقر أكثر، صحيح أن هناك تغيير حصل نهاية هذا الأسبوع إلا أنه لن يؤثر على المسار العام، ولم أترك المجال لهذا الأمر كي يؤثر على الهدوء الجميل وجو العمل الممتع الذي حدث مؤخراً، وإنما حسمت أمري فيه سريعاً وعن قناعة وبتروي، فثلاث سنوات من عدم الاستقرار لا أرغب في تكرارها مرة أخرى.

كم جميل أن تعرف أن شخص كنت تختلف معه في كل شيء، كنت تحاول أن تخفف التعامل معه، يحمل لك الكثير من المودة، ويراعي وجودك ويحرص عليك، ربما اكتشفت ذلك متأخراً.

هناك أمور لا ترغب في تكرارها مرة أخرى، ولكنها تتكرر وتتألم لتكرارها، ربما من الغباء أن تخدع أكثر من مرة، وربما تكون نوعاً من طيبة القلب، ودائماً ما يكون الشخص طيب القلب عنوان للسذاجة، ومن تكرار حوادث الشحاذين معي أيقنت أنني لن أتعظ، وفعلاً لم أتعظ، التأرجح في أتخاذ قرار يؤدي إلى التهلكة، فنصيحة لكم أحسموا الأمر سريعاً وبأقل خسائر ممكن، فترك الأمر مثل ما حدث معي سيؤدي للكثير من الخسائر.

هذا هو نوفمبر السعيد، يطل على العالم أجمع بروح جميلة وأمنيات تتحقق بإذن الله، وكل عام وأنتم سعداء..

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

تعليقين

  1. بتوفيق لك الانسان الناجح يثبت نفسه في كل مكان ولكن اعتقد لم تعيش في امريكا مدة طويله لذلك لا لم تعجبك ام بنسبة لي فكان العام الماضي من فبراير كان خيال لا أتمني انا يرجع لي ذكريات ذلك الشهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.