شعوب تسوق لأنفسها وتنتصر


مقطع اليوتيوب والمنتشر في الإنترنت والذي يقدم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز التهنئة للمسلمين بمناسبة شهر رمضان هو محاولة لتقديم إسرائيل كدولة محبة للسلام، وأنها تسعى إليه وتمد يدها دوماً للعرب، هو محاولة لعرض صورة حسنة عن هؤلاء وأن الخلل ليس منهم بل من العرب أنفسهم وأنهم لا يريدون السلام.

في ذات القناة على اليوتيوب هناك مقطع آخر يروج للإسرائيلين وكيف أنهم مع الشعب السوري وأنهم يقطعون المسافات لتقديم العون للاجئين السوريين، في ظل صمت الدول العربية وتقديمها التعازي فقط، وذات المقطع يوضح كيف قدم الإسرائيليون المساعدات الإنسانية ومع ذلك بعد أن عرف اللاجئون أنهم من إسرائيل انسحبوا ولم يسلموا عليهم، ومع ذلك لن يثني هذا عزيمة الإسرائيليون ويستمرون في تقديم المساعدة.

وفي مشهد آخر يقدم اليهود العرب على أنهم شعوب همجية لا تعرف معنى النظام، وفي مشهد آخر توضح الفتاة الإسرائيلية قائدة المجموعة كيف أنها تخالف النظام الإسرائيلي بدخولها وتقديمها المساعدات لدول معادية؟، وكيف أنها سجنت في كل دوله ما يقارب السبع سنوات؟، وتقول أنها ليست “جلعاد شاليط” الأسير الإسرائيلي لدى حماس، وأنها تطلب من أهلها عدم مبادلتها بأسرى في حالة اعتقالها، وفي نهاية المقطع يتساءل الإسرائيلي هل هو يقدم المساعدة لشخص ربما عندما يقوى عوده سيوجه البندقية إليه ويقتله؟، ومع تأكده من ذلك فهو لا يهتم.

يجيد اليهود التسويق لأنفسهم، ويجيدون تصوير أنفسهم على أنهم شعب محب للسلام، بالرغم من أنهم دولة شتات ليس لها أي أحقية بالوجود، ومع ذلك سمعتهم العالمية تقول هم شعب ودود محب للسلام، شعب يسعى أن يمد يده للعرب للتصافح والعيش معاً بسلام، ولكن هذه المحاولات يكون نتيجتها دائما الرفض من العرب.

أيضاً يقوم اليهود بتصوير العرب دائماً على أنهم شعب عدائي، يود أن يبيد الأمم، لا يعرف معنى الحياة، يود لو يبيد اليهود عن بكرة أبيهم، يصورون أنفسهم بالطيبين وأنهم متأكدين أن العربي سيأتي يوم لرفع البندقية في وجهه ويقتله، ومع ذلك لا يهتمون بهذا الشيء لأنهم شعب طيب.

لو تأملنا كيف أستطاع اليهود أن يجعلوا من المحرقة مادة تبين مدى كره العالم لهم، ومدى الظلم والجور الذي تعرضوا له، لعرفنا أن هناك من يجيد صنع المادة الإعلامية جيداً هناك، وتأكدنا من قدرة اليهود على اللعب بكل وسائل القوة منذ زمن، فالإعلام والكلمة والقلم أقوى تأثيراً من أي سلاح عسكري، واليهود استطاعوا أن يصنعوا ذلك في مقابل ضعف عربي في صناعة مادة إعلامية تروج للشعوب العربية بشكل إيجابي.

يعرف اليهود أنهم لن يصلوا للشعوب العربية عبر وسائل الإعلام الرسمي، ولن يقدمهم الإعلام العربي بشكل إيجابي، لذلك استغلوا وسائل الإعلام الجديد لتغيير الصورة في ذهن العربي البسيط بعد أن استطاعوا تقديم أنفسهم بشكل إيجابي أمام للعالم أجمع، أيضاً يقوم اليهود بتصوير الحكومات العربية على أنها قمعية وهمجية ولا تستحق شعوبها.

هل يستطيع العرب التوحد في هذا الشأن وتقديم صورة حسنة عنهم بأعمال إعلامية باللغة العبرية، تقدم العرب بشكل إيجابي أمام العالم أجمع، ربما رغبة الشعوب العربية قبل الحكومات في إصلاح الشأن الداخلي الذي يئن من وطأة الفساد والفقر وسوء الخدمات هي العائق الأول للتفكير في تحسين صورة العرب أمام العالم، أتمنى أن ينتصر العرب لأنفسهم أما براثن الفساد فهي حربهم القادمة، وأتمنى أن تسوق الثورات العربية للعالم أجمع على أنها النموذج الصحيح لانتزاع الحق من الظالم، وتحقيق العدل والمساواة، وليس صرخة في وجهه الفساد ليأتي فساد آخر.

هي أماني أتمنى أن تتحقق..

رابط القناة على اليوتيوب هنا.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.