شعوب تريد الحياه


لعلنا نتوق لمعرفة كيف ستكون نهاية بشار، فلم تعد قريبة من نهاية زين العابدين بالهرب، ولا من نهاية مبارك بالتنحي والسجن، ولا من نهاية علي صالح بالأمان ومن ثم التنحي والسفر خارج البلاد، أما نهاية القذافي فهي لم تصل لها بعد وإن كانت الدلائل تشير إلى أنها ربما ستكون قريبة منها.

إذا أردنا تصنيف نهايات الرؤساء فستكون المرتبة الرابعة من نصيب الرئيس التونسي زين العابدين حيث الهروب ومن ثم اللجوء السياسي جعلته في مأمن من بطش الثوار.

ويأتي في المرتبة الثالثة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فنهايته كانت درامية جداً، وما ساعد على هذه النهاية هي حكمة الشعب اليمني، فكلنا يعرف حجم الأسلحة الموجودة في اليمن، بل إن هناك قبائل تمتلك دبابات، صحيح أنه كانت هناك مواجهات مسلحة بين الثوار والجيش إلا أنها لم تصل لحد الإبادة كما حدث في ليبيا، وهذه المواجهات كان الجميع فيها أقوياء لدرجة أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أصيب في قصره الرئاسي، وتدخلت دول الجوار لإخراجه من اليمن وتجنيب هذه الأرض الطيبة ويلات القتال، وبعدها تنحى صالح بضمان عدم مسائلته ومغادرته البلاد.

أما في المرتبة الثالثة يحل الرئيس المصري السابق مبارك، فبالرغم من محاولاته المستميته لتنفيذ مطالب سابقة، إلا أن سقف أمنيات الثوار كان عالياً أمامه، فحربه كانت بالجمال والحمير، والمراوغة بأنه سيستمر في الحكم إلى نهاية فترته الرئاسية، ومن ثم بتعيين نائب له في رئاسة الجمهورية، بالرغم من أن مصر عاشت سنوات عديدة بدون نائب للرئيس، وأخيراً التنحي ورفض الخروج إلى خارج مصر، وبعدها كان مسلسل المرض والمحاكمه، إلى أن صدر الحكم النهائي على الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالسجن مدى الحياه، ومع ذلك ما زال سقف أماني الثوار عالياً جداً، ويطمح بأن يرى عنق الرئيس يتدحرج.

أما المرتبة الأولى فإلى هذه الساعة والرئيس الليبي السابق معمر القذافي يحتلها، فهو بجنونه وغطرسته أدار معركة مع شعبه، وليبيا ينطبق عليها ما ينطبق على اليمن فالشعب مسلح، والزعيم يهدد بالإبادة، يهدد بحرب شوارع، يريد أن ينتقم من شعب صبر على جوره سنوات عديدة، وفي النهاية ينعتهم بالجرذان، ومدمني حبوب الهلوسة، ولكن الشعب أراد الحياه فتغلب على جور الرئيس وأخرجه من الجحر كالجرذ فهو أنجس منه، وأباده بطريقته الخاصة ولم يهب له الحياه.

وتبقى نهاية بشار فهو يسير على خطى الرئيس الليبي ولكنه أسرف في القتل وخصوصاً الأطفال العزل والنساء الثكالى، وأفتقدت سوريا حيويتها، فهل ينتزع بشار المرتبة الأولى من القذافي وتكون أشد وأنكى من نهاية الزعيم الليبي.

الثورات العربية لم تتوقف فالسودان وموريتانيا بدأت ثورتهما، فهي يحسن رؤساء تلك الدول التصرف ويجنبوا الشعب معاناة النضال، ويكون حال الرؤساء السابقين لهم عظة وعبرة، ليختاروا نهايتهم بشكل يضمن لهم حياه سعيدة وبعيدة عن الحروب.

الشعوب العربية تريد الحياة، ولن يوقفها عن البحث عنها تعنت حاكم، ولا فتوى شيخ، ولا بطش أجهزة أمن، فأسمعوا لهم لتنفذوا بجلودكم.

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.