المدرسة النسائية..


(1)
وأنا أبحث عن مَدرسة لابنتي قريبة من سكني الجديد، لفت انتباهي مَدرسة بدأ فيها تطبيق مبدأ أن تعلم النساء الصفوف الأولية للأولاد بشكل تجريبي العام الماضي، المَدرسة تعتبر من المَدارس المميزة في الرياض، والتي تهتم بالتعليم بالوسائل الحديثة جداً، ولكن تخيل أن يكون أبنك مصاب بجرح بسبب عركة مع طفل، ولم تستطع المعلمة تدارك الوضع، فماذا ستكون ردة فعلك تجاه المَدرسة؟!..

(2)
لم تكن الفصول في المَدرسة مختلطة، وإنما هناك فصل للذكور، وفصل آخر للبنات، ويكون الاختلاط في الطابور الصباحي ووقت الفسحة فقط، ولكن هل نعتبر هذا اختلاطاً؟!، فلغاية عمر تسع سنوات وربما يزيد، نحن نسمح أن يذهب الفتى مع والدته لزيارة قريبة أو جارة، ويلعب مع بنات ذلك البيت بدون ريب أو شك، فلماذا نشك في تصرفاتهم عندما سيدخلون المَدرسة؟..

(3)
لم أطلع على كافة تجربة المَدرسة في تطبيق هذا الأسلوب في التعليم، ولكن ملاحظاتنا تجاه فكرة أن تعلم النساء الصفوف الأولية، أن المعلمات لا يستطعن التحكم بتصرفات أطفال ذكور بعمر من سبع إلى تسع سنوات، بسبب زيادة تعودهم على حياة الذكورة من سن مبكرة..

(4)
نحن منذ أن يستطيع الذكر أن يذهب لقضاء الحاجة بنفسه، ونحن نكرس في ذهنه فكرة “أنت رجال.. خلك مع أبوك”، تجد المسجد فيه من عمر أربع سنوات وخمس سنوات يلهون ولا يصلون، بالرغم من أن سن الأمر بالصلاة هو السابعة كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، إلا أن حياتنا الذكورية أو ربما عدم قدرة الأم على تحمل “شقاوة” الأولاد الزائدة هي ما تجعلنا نرى هذا العمر في المسجد!..

(5)
هناك أيضاً الفكرة السخيفة الأخرى “شف البنت.. بكره تتغطى عنك وما أنت شايفها؟!”، وهذا ما عود أطفالنا على أن هناك اختلاف، وأن هناك انفصال، وكرس في العقل الباطني للطفل السعودي مبدأ إمعان النظر في الأنثى والتبحر في محاسنها، حتى تعود على هذا الأمر عندما كبر، وأصبحنا نرى شبابنا عند الإشارات وفي الأسواق كيف لا يرفعون نظرهم عن الأنثى؟!، مع أننا مطالبين بغض البصر!..

(6)
لست ضد تعليم النساء للأولاد في الصفوف الأولية، ولكن كما اعتبرت في تدوينة سابقة أن شبابنا لا يستحقون الحرية، أطفالنا أيضاً كذلك، ولتطبيق فكرة تعليم النساء للصفوف الأولية من وجهة نظري لا بد أن نبدأ من المنزل قبل المدرسة، ومن الصفوف العليا قبل الأولية، لا أقصد أن تعلم النساء أيضاً الصفوف العليا، وإنما ما أقصده أن نكرس في ذهن الشاب مبدأ ديننا الحنيف في الرحمة للأنثى، والابتعاد عن العنف تجاهها، وعدم التفكير بالأنثى ككائن ضعيف نمارس ضده أنواع الاضطهاد والعنف والجنس فقط..

سجل أعجابك

Share

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.